أعلن برلمان حكومة الأندلس التي تتمتع بالحكم الذاتي تأييده المطلق اليوم الخميس لجبهة البوليساريو ودعمه لتقرير المصير. وكان هذا البرلمان قد تسبب في أكبر الأزمات المغربية-الإسبانية منذ عقد من الزمان عندما نظم استفتاء تقرير المصير وسط هذه المؤسسة التشريعية.
وتلى رئيس البرلمان الأندلسي كانويل غارسيا أمام أعضاء البرلمان بيانا مؤسساتيا وقعت عليه الأحزاب السياسية الثلاث الحزب الاشتراكي واليسار الموحد والحزب الشعبي. ويقول البيان “يخلد الشعب الصحراوي الذكرى الأربعين لميلاد جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي كما هو معترف به من طرف الأمم المتحدة والمنتظم الدولي”. ويضيف “وينضم البرلمان الأندلسي الى هذا الحدث التاريخي ويعرب مجددا عن التزامه بشأ، حرية الشعب الصحراوي وتعاونه مع ممثله جبهة البوليساريو”.
ويطالب البيان الحكومة الإسبانية اتخاذ المبادرات اللازمة لتمكين الصحراويين من تقرير المصير، ويدعوها الى الرفع من المساعدات الإنسانية الى مخيمات تندوف وكذلك في الصحراء المغربية. كما يدعو البيان الى الضغط على المغرب ليحترم حقوق الإنسان ووجه الدعوة نفسها الى الاتحاد الأوروبي.
وهذا البيان يحمل طابعا مؤسساتيا، وحسبما علمت ألف بوست، وقعت بشأنه اختلافات بين طرف يتزعمه اليسار الموحد الذي طالب البرلمان الإسباني بالاعتراف بدولة البوليساريو وبين الحزب الشعبي المعارض الذي رفض كل مبادرة في هذا الإتجاه.
وكان البرلمان الأندلسي قد نظم في أكتوبر 2001 استفتاء تقرير المصير لصالح البوليساريو، وتسبب ذلك في أزمة سياسية بين المغرب واسبانيا، دفع الرباط الى سحب سفيرها عبد السلام بركة من مدريد ضمن أسباب أخرى.
ويأتي بيان البرلمان الأندلسي ليبرز غياب مخاطب رئيسي من الأحزاب المغربية سواء الليبرالية مثل حزب الاستقلال أو الأحرار واليسارية مثل الاتحاد الاشتراكي مع الأحزاب الأندلسية. وتعقد الأحزاب المغربية لقاءات مع البرلمان الأندلسي، ولكنها لا تطرح نزاع الصحراء إلا بشكل محتشم.