خلفت الصور الأولى للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي مازل يتلقى علاجا بمشفاه بباريس من جلطة دماغية، شكوكا متزايدة وجدلا في البلاد بين الطبقة السياسية و وسائل الإعلام المحليتين. وهيمنت الشكوك على جل المواقف في قدرات الرئيس الصحية وبالتالي أهليته للمضي في المسؤولية رئيسا للبلاد، كما جرت في ذات السياق المطالبة بتطبيق البند 88 من الدستور الجزائري الذي يعلن عن عدم قدرة الرئيس مزاولة مهامه.
وتواردت ردود أفعال الطبقة السياسية الجزائرية على الصور الأولى لرئيس بلادهم، واستعرضت صحيفة الشروق مواقف عدد من زعماء الاحزاب السياسية. واكد رئيس حزب العدالة والتنمية الجزائري عبد الله جاب الله “إن رئاسة دولة تتطلب رئيسا قوي الفكر والعقل صحيح البدن والحواس” ، في إشارة إلى ان الصور التي بثت عن الرئيس لا تفيد بتوفره على هذه الشروط.
نفس الموقف وإن بصيغة تعبيرة مختلفة، أبداها رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي الذي شدد على ان ” الصورة التي ظهرت لبوتفليقة لا تعبر عن رئيس جمهورية بسيادة “واضاف مبرزا ” الحالة مرضية وتبقيه عاجزا عن اداء مهامه”.
ولم يخرج الامين العام لحركة الإصلاح الوطني عن شبه الاجماع في صفوف الطبقة السياسية وخاصة المعارضة الذي تنتابها شكوك من صحة الرئيس البالغ من العمر76 سنة، ويقول في ذات السياق لذات الصحيفة الجزائرية :” إن هذه الصور والزيارة التي قام بها رئيس الحكومة ومسؤول عسكري للرئيس بمشفاه بباريس ” جاءت متاخرة ولم تحمل جديدا”.
موجة الشكوك انتبات بدورها وسائل الإعلام المحلية، فقد صحيفة الخبر إلى صياغة تقرير عرضت فيها شكوكا بخوص قدرات الرئيس واهليته في تحمل مسؤولية إدارة البلاد، وكتبت بعنوان بارز:” الصور تكذب التطمينات”. وقالت في هذا السياق: لقد” بدا الرئيس في كثير من الاحيان لا يقوى على تحريك يده اليسرى، ووجود آثار تعب وإٍرهاق كبيرة على وجهه بسبب الجلطة الدماغية وخضوعه لتفرة تاهيل وظيفي لبعض أعضائه”، ثم تمضي ” الخبر” عارضة مزيدا من الشكوك خلال تناولها لبعض تفاصيل الصور مثمل رشف الرئيس للقهوة وهيئة جلسته وغيرها، قائلة:” الواضح أن كل هذه التفاصيل كانت مقصودة لأخفاء أي عيب صحي قد تبديه الصور، حيث تعمد التقنيون الذين اخرجوا الصور التلاعب بعملية الإضاءة وعدم تصوير الرئيس واقفا على رجليه او يمشي نحو ضيوفه والتركيز على المشاهد التي تظهر نصفه الايمن” وقبل ذلك أشارت الخبر إلى أن الاخ الأصغر لبوتفليقة “طلب تاجيل البث حتى مساء الأربعاء وذلك بعد عملةي مونتاج دقيقة” . وتبقى اهمية هذه الصور بالنسبة للصحيفة الجزائرية ذات قيمة فقط من حيث كونها تنفي ما تداولته صحف فرنسية عن احتمال وفرة الرئيس الجزائري، لكن شككت في المقابل في كون انه تدل على قدرة الرئيس على الاستمرار في مهامه بسبب الاحوال الصحية.
واستاثرت صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية بعرض المطالب السياسية للقوى المعارضة بتنزيل البند 88 من الدستور، وهو البند الذي يجري فيه الإعلان عن عدم قدرة الرئيس الصحية على مزاولة مهامه. وأشارت في تعليقها على الصور الأولى لرئيس البلاد الذي انتقل منذ 27 أبريل إلى فرنسا لتلقي العلاج من جلطة دماغية قائلة:” إن المرض أضعف الرئيس”. ولاخظت ذات الصحيفة بدورها تركيز الصور على الجهة اليمنى للرئيس ملمحة إلى احتمال تضرر جانبه الأيسر.
ولا يظهر من مضمون ردود الأفعالا الإعلامية والسياسية للجزائرين على الصور الأولى للرئيس الجزائري في مشفاه الباريسي، ان السلطات الجزائرية نجحت في وقف الجدل والقلق لدى مواطنيها. ولعل المطالب السياسية في الجزائر سستركز داخل إيقاع من الجدل السياسي أقوى على ضرورة تنزيل البند 88 من الدستور الذي يتم فيه الإعلان عن عجز الرئيس عن القيام في مهامه، و هو ما سيدخل البلاد في موجة جديدة من الجدل ا لمحتدم حول أفاق ما بعد بوتفليقة