ستمثل الناشطة الحقوقية الصحراوية المؤيدة لتقرير المصير في نزاع الصحراء أميناتو حيدر أمام لجنتي الخارجية وحقوق الإنسان في الكونغرس الأمريكي الاثنين المقبل لتقديم شهادة حول هذا الملف ومطالبة الولايات المتحدة بقبول تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. ويعتبر هذا أكبر اختراق من طرف البوليساريو للسياسة الرسمية الأمريكية، ويطرح تساؤلات مقلقة وعميقة عن كفاءة وفعالية الدبلوماسية والمخابرات المغربية لاسيما وأن هذا يحدث خمسة أشهر بعد زيارة الملك الى البيت الأبيض.
وبرمج الكونغرس الأمريكي هذه الجلسة يوم الاثنين المقبل ظهرا، حيث سيستمع لمدة أكثر من ساعة أعضاء لجنتي حقوق الإنسان والعلاقات الخارجية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وشخصيات أخرى لما ستدلي به أميناتو حيدر حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء. وستركز على ما تعتبره خروقات لحقوق الإنسان في منطقة الصحراء المغربية.
وتشير معطيات أخرى أن اللجنة التب ستستمع الى أميناتو حيدر هي “لجنة التضامن مع الصحراء الغربية” المشكلة من نواب جمهوريين وديمقراطيين وبدعم من مؤسسة روبرت كينيدي. ولم تقدم وزارة الخارجية المغربية أي معطيات حول هذا اللقاء.
وهذه ثان مرة في ظرف شهرين فقط يحضر مسؤول أو متعاطف مع أطروحة البوليساريو في مؤسسة عمومية أمريكية ذات وزن كبير مثل الكونغرس، وكانت الأولى عندما حضر الشهر الماضي مسؤول من قيادة البوليساريو ما يسمى الفطور المقدس، وكان ذلك بدعوة رسمية.
ويؤكد مصدر أمريكي لألف بوست أن مثول أميناتو حيدر أمام لجنة العلاقات الخارجية للكونغرس الأمريكي ليس بالأمر الهين بل يعتبرا نجاحا للوبي الذي يساندها والذي يعتمد أساسا على مؤسسة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان.
ويضيف هذا المصدر مفسرا “حضور أميناتو حيدر أمام لجنتي الخارجية وحقوق الإنسان يعني أنه جرت المصادقة على القرار من طرف مختلف صانعي القرار الأمريكي انطلاقا من البيت الأبيض الى المخابرات مرورا بوزارة الخارجية، والأرجح أن البيت الأبيض هو الذي قد يكون صادق بشكل رئيسي بحكم تعاطف مستشارة الأمن القومي سوزان رايس مع أميناتو حيدر”.
ويعلق قائلا “لو كنت مسؤولا مغربيا لقمت بدق كل نواقيس الخطر وشعلت الضوء الأحمر لأن الأمر ليس بالهين، على المسؤولين المغاربة أن يطلعوا على مسار النزاعات والملفات عموما التي جرى عرضها أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي”.
ويؤكد مصدر إعلامي أمريكي آخر على علم بتطورات ملف الصحراء “لا يمثل أي كان أمام الكونغرس الأمريكي، ومثول أميناتو حيدر يعني أن الإدارة الأمريكية والكونغرس يضفي صبغة رسمية أكثر على نزاع الصحراء الغربية”.
ويعتبر استقبال الكونغرس الأمريكي لأميناتو حيدر منعطفا حقيقيا في سياسة الإدارة الأمريكية في نزاع الصحراء، ويطرح في الوقت ذاته، تساؤلات عريضة ومقلقة حول قوة اللوبي المغربي في واشنطن، وحول كفاءة المخابرات المغربية وكفاءة وفعالية الدبلوماسية المغربية.
وسيجري هذا الاستقبال على بعد ثلاثة أسابيع من معالجة مجلس الأمن الدولي لنزاع الصحراء وأساسا ملف حقوق الإنسان، حيث تدور معركة قوية حول تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان من عدمه.
ويبقى المثير في الأمر، أن هذا الاستقبال يأتي أربعة أشهر بعد زيارة الملك محمد السادس الى البيت الأبيض ولقاءه بالرئيس باراك أوباما يوم 22 نوفمبر الماضي. ويطرح الاستقبال تساؤلات حول مصداقية الروايات والخطابات الرسمية التي جرى ترويجها بغلاف من الانتصار بعد هذه الزيارة. وكانت كتابات قليلة نبهت الى الحذر من الموقف الأمريكي من الصحراء لاسيما بعد قرار واشنطن خلال أبريل الماضي تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان.
ولم تقدم الدبلوماسية المغربية توضيحات في هذا الحادث المقلق جدا، وتؤكد منابر إعلامية مقربة من الدولة المغربية بأن الأمر لا يتعلق بالكونغرس الأمريكي.