أعلن رئيس حكومة كتالونيا أرثور ماس التي ترغب في الانفصال عن اسبانيا تأكيد إجراء استفتاء تقرير المصير يوم 9 نوفمبر المقبل علاوة على احتمال إعلان الدولة الكتالانية من جانب واحد وإن رفضت الحكومة الإسبانية. وتأتي تطورات جمهورية القرم المنضوية تحت لواء أوكرانيا لتلقي بظلالها على هذا الملف.
وصرح أرثور ماس الجمعة الماضية بنيته إجراء الاستفتاء ولو تطلب الأمر المواجهة مع الحكومة المركزية في العاصمة مدريد التي ترفض الحديث عن أي استفتاء وتعرض فقط مباحثات لتطوير الحكم الذاتي في هذا الإقليم الواقع في الشمال الشرقي للبلاد وعاصمته المدينة الشهيرة برشلونة.
وعاد أرثور ماس أمس الأحد ليؤكد في ندوة في جريدة بيريوديكو الصادرة في برشلونة أن الخطر الحقيقي الذي يهدد التعايش هو إحساس “شعب كتالونيا” بعدم استطاعته ممارسة الحق في تقرير المصير، مؤكدا على خطورة هذا الإحساس الذي قد يؤدي الى حالة من الانفلات السياسي.
وتابع أنه لا يمكن نهائيا التراجع عن استفتاء تقرير المصير بل ما يبحث عنه هو “الطريق البريطاني”، أي تفاهم على شاكلة إنجلترا واسكوتلندا حول استفتاء تقرير المصير يوم 9 سبتمبر المقبل. وقال متحديا “إذا رفضت حكومة مدريد هذا، فقد نراهن على إعلان الدولة الكتالانية من جانب واحد”.
ويلقي استفتاء جمهوري القرم الذي جرى أمس بشأن الانضمام الى روسيا بظلاله على كتالونيا وإن كان بشكل مختلف، يؤكد إنريك جوليانا في مقال في جريدة لفنغورديا أمس تأثير ما جيري في القرم على اسبانيا من زاوية كمعطى جديد في العلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين.
وتختلف قراءة الإسبان لما يجري في القرم وانعكاسه على كتالونيا، فطرف يبرز تقرير المصير رغم الظروف التي يجري فيها، وظرف يؤكد على التدخل العسكري الروسي لحماية نفوذه ومصالحه التاريخية، ويطرحون السؤال: هل ستتدخل اسبانيا عسكريا في كتالونيا في حالة الانفصال لضمها بالقوة؟
وتعتبر كتالونيا من أغنى أقاليم اسبانيا، وساعدت لفتها الخاصة وتقدمها الاقتصادي في بلورة شخصية مختلفة نسبيا عن باقي الأقاليم، وانفصلت في مناسبات عن اسبانيا ولكنها عادت بالقوة. والآن تحاول الانفصال وتأسيس دولة خاصة بها إسوة بمحاولات اسكوتلندا الانفصال عن بريطانيا.