أعلنت فيدرالية البيرو للصحافيين السفيرة المغربية أميمة عواد “شخصا غير مرغوب فيه” في هذا البلد الأمريكي اللاتيني بسبب ما اعتبرته تدخلا ضد الصحفي ريكاردو سانشيس سيرا المتعاطف مع جبهة البوليساريو، وطالبت بمقاطعتها بل ونشر النزاع الاعلامي إقليميا للتعريف بالنزاع.
وأصدرت هذه الفيدرالية في نهاية الأسبوع الماضي بيانا شديد اللهجة تنتقد فيه السفيرة المغربية في البيرو بسبب ما اعتبرته تصرفا لا يستقيم وحرية التعبير في دولة مثل البيرو تنص نصوصها الدستورية على حرية التعبير.
وتؤكد الفيدرالية أنها تابعت تدخلات السفيرة لدى السلطات والهيئات الإعلامية والدينية في البيرو ضد الصحفي ريكاردو سانشيس سيرا بسبب كتاباته حول النزاع الصحراوي حيث يبدي تعاطفه مع جبهة البوليساريو وتقرير المصير.
وتقول الفقرة القوية من البيان “لقد علمنا بالموقف الرقابي الذي تنهجه السيدة سفيرة المملكة المغربية أميمة عواد لحرش التي تتصل باستمرار مع مختلف السلطات الدبلوماسية والسياسية لدولة البيرو والسلطات الدينية وممثلي السفارات الأجنبية في بلدنا للتشكيك في مصداقية الصحفي البيرواني ريكاردو سانشيس سيرا اذي من حقه الدستوري ممارسة صحافة الرأي”
وبعد استعراض معطيات هذا المشكل، يؤكد بيان فيدرالية البيرو للصحفيين على نقطتين، إعلان السفيرة المغربية شخصا غير مرغوب فيه في البيرو، والنقطة الثانية حث وزارة الخارجية البيروانية على “اتخاذ موقف رسمي بشأن هذه الاعتداءات التي تطال مواطنا وصحفيا بيروانيا”.
وكان المغرب قد عين أمامة عواد سفيرة في البيرو وهي التي ترأت معهد الدراسات الإسبانية-البرتغالية سابقا، وجاء التعيين في إطار محاولة الدفاع عن موقف المغرب من نزاع الصحراء في منطقة مثل أمريكا الجنوبية. ولم تصدر سفارة المغرب في البيرو اي بيان تقدم فيه معطيات حول هذا الحادث، حيث يوجد غياب مطلق لموقف المغرب في الصحافة البيروانية.
ويعتبر ريكاردو سانشيس سيرا من الصحفيين في أمريكا اللاتينية الأكثر دفاعا عن موقف جبهة البوليساريو في نزاع الصحراء، وقد زار مخيمات تندوف ونظم عددا من اللقاءات للتعريف بوجهة نظر جبهة البوليساريو في النزاع.
وبدأ نزاعه مع السفارة المغربية في الانتشار إعلاميا، وترغب فيدرالية الصحفييين في البيرو الى تحويل موضوع الصحفي الى إقليمي من خلال إقناع باقي الفيدراليات في دول أمريكا اللاتينية الى التضامن معه والتعريف بالقضية الصحراوية.
وكانت دولة البيرو قد سحبت سنة 1996 الاعتراف بما يسمى الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية التي أعنلها البوليساريو، ولكنها ابقت على مكتب دبلوماسي في العاصمة ليما. وتراهن جبهة البوليساريو على بعض الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني لدفع الحكومة الحالية لإعادة الاعتراف. وتعتبر البيرو من دول أمريكا اللاتينية التي تشهد نسبة عالية من أنشطة البوليساريو بدعم من الجزائر.