عاشت الجزائر أمس اولى تداعيات تقدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بترشحة لولاية رئاسية رابعة ، حيث تواجه في وسط العاصمة الجزائرية معارضون للعهدة الرابعة تتقدمهم حركة :” بركات”، ورجال الأمن الذين تدخلوا بعنف و اعتقلوا ازيد من 50 ناشطا من الحركة و من باقي المحتجين. وتعهد هذه الحكرة بتصعيد الاحتجاج حتى التجاوب مع مطالبها . وفي المقابل انتقد الوزير الاول عبد الملك سلال المعارضين وحذر هم من اعمالهم ووصفهم بدعاة فتنة.
واحتشد امس بأحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة الجزائرية معارضون للعهدة الرابعة لعبد العزيز بوتفليقة تقودهم حركة” بركات” استجابة لدعوة أطلقت بالمواقع الاجتماعية، غير ان هذه التجمع سرعان ما فوجئ بتدخل عنيف لقوات الامن الجزائرية التي بادرت إلى اعتقال النشطاء، ومحاصرة المحتجين وتعنيف اخرين.
وتخلل هذه المواجهات رفع المحتجين المعارضين شعارت مناوئة جاء في بعضها :” تحيا” الجزائر” ،” جزائر حرة ديمقراطية”، وشعار حركة بركات وهو ” 52 سنة بركات ” .
وتأسست حركة ” بركات ” وتعني كفى في عقب إعلان الرئيس بوتفليقة عن ترشحه لعهدة رابعة ،وقررت الخروج إلى الشارع للاحتجاج على الولاية الرابعة للرئيس الجزئري المريض،والمطالبة بإلغائها.
وتحدثت وسائل الإعلام الجزائرية عن” ترسانة امنية” جرى تسخيرها لتفريق التظاهرة ، وعن حملة اعتقالات واسعة، كما أشارت إلى خطة امنية تستعملها السلطات الجزائرية لإفشال التجمع والاحتشاد من اجل التظاهر، وهي تلك التي تقوم “على الاحتلال المسبق ” من قبل عناصر الامن سواء بالزي الرسمي او بالزي المدني لمكان ا لاحتجاج، ثم تباشر على الفور عمليات اعتقال النشطاء.
وانضم إلى التظاهرة حسب الإعلام الجزائري المستقل اكاديميون وسياسيون. وقالت صحيفة الخبر إن التظاهرة شهدت التحاق جيلالي سفيان رئيس حزب ” جيل جديد” الذي انسحب من الترشح لرئاسة الجمهورية بعد ان أعلن بوتفليقة عن ترشحه لعهدة رابعة. كما أشارت إلى مشاركة أساتذة جامعيين في الوقفة الاحتجاجية و نقلت عن أستاذ جامعي مشارك في التظاهرة قوله:”أن احتجاج أمس جاء لتوجيه رسائل للسلطة، مشيرا إلى ”أن المسار الذي تم اختياره من قِبل السلطة سيؤدي إلى مخاطر رهيبة على البلاد”. واضافت نقلا عن ذات الشاهد إن ”معارضتنا للعهدة الرابعة ليست معارضة ظرفية، لأننا نقول إن هذا النظام وصل إلى نهاية صلاحيته، وعليه أن ينسحب نهائيا، وعلينا أن نرافقه إلى مثواه الأخير”..
وحذر عدد من النشطاء ان التدخل الامني لمنع الاحتجاج ضد الولاية الرابعة لبوفليقة،وقمع الحركة سيزيدها قوة وقد يدفعها إلى التطرف، في إشارة إلى رفعها شعارت اقوى.
من جهته، حذر الوزيرالاول المعارضين المناوئين للولاية الرابعة لوتفليقة ووصفهم ب ” بدعاة الفتنة والمغامرة”، وحثهم على التوقف عن الاحتججات. وقال إنه ينتمي إلى فريق يحب الخير للجزائر ويحارب دعاة الشر والياس والإحباط “. ودعا الجزائريين إلى التصويت بقوة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في17 أبريل المقبل. وقال في كلمة اخرى تلمح بترسيخ فكرة ربط استقرار البلاد باستمرار بوتفليقة ””على الجزائريين الذين ذاقوا طعم الأمن والاستقرار أن لا يفرطوا في هذه النعمة وعدم تضييع الفرصة لتحسين وضع البلاد”
وقد تشهد الجزائر استمرار الاحتجاجات خصوصا في ظل تنامي معارضة العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة الذي كان ظهوره الاخير وحديثه مصدر تعاظم للشكوك في صفوف الجزائريين حول قدرته على ممارسة مهامه كرئيس بسبب ظروفه الصحية.