تركز جبهة البوليساريو هذه الأيام على فرنسا في محاولة لاستقطاب السياسيين والتعريف بنزاع الصحراء لدى الرأي العام الفرنسي بحكم ما تشكله باريس من قوة في هذا الملف وموقفها الذي يميل الى المغرب. ويشارك في هذه الحملة أسماء مثل كيري كيندي التي ترأس جمعية روبر كيندي الحقوقية والنجم السينمائي خافيير بارديم الذي أنتج فيلما لصالح أطروحة البوليساريو.
وسياسيا، حضر ممثل البوليساريو في فرنسا أمام لجنة برلمانية في جلسة مغلقة أمس الأربعاء ليقدم وجهة نظر المدافعين عن تقرير المصير. وهذه اللجنة مكونة من 50 برلمانيا وتأسست منذ شهور من أجل لعب دور في نزاع الصحراء.
وقدم ممثل البوليساريو عمر منصور توضيحات تصب في ضرورة لعب فرنسا دورا محاديا في النزاع وليس لصالح المغرب. ويبقى المقلق أنها المرة الأولى التي يتمكن فيها البوليساريو من تحقيق اختراق للبرلمان الفرنسي بهذا الشكل.
ودائما في فرنسا، قدم الممثل الإسباني الشهير بارديم فيلمه الوثائقي حول الصحراء “أبناء الغيوم” في باريس يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، وذلك بحضور كل من كيري كيندي التي ترأس جمعية حقوقية تتولى الدفاع عن البوليساريو في الولايات المتحدة، وكان رفقتها أميناتو حيدر.
ويستعين البوليساريو بهذه الأسماء المعروفة لدى الرأي العام الفرنسي بهدف استحضار ملف الصحراء في الساحة السياسية الفرنسية. وتاريخيا، لم ينجح البوليساريو في كسب ود وتعاطف اليمين واليسار الفرنسي عكس ما حصل في اسبانيا، ولكنه بدأ يتسلل تدريجيا ويحقق نتائج في هذا الشأن. ويتهم البوليساريو فرنسا بدعم المغرب، والآن انتقل من توجيه الاتهامات الى اكتساب ود السياسيين الفرنسيين.
ودائما في ملف الصحراء، أوردت مجلة ليكسبريس الفرنسية أن محامي فرنسي وضع أمام محكمة باريس وأمام الأمم المتحدة دعوى ضد مسؤولين مغاربة بتهمة اعتقال وتعذيب ناشط صحراوي اسمه نعمة صفرا يوجد ضمن مجموعة ميخم أكديم إيزيك.
ويؤكد هذا المحامي أن موكله تعرض للتعذيب القوي في المغرب خلال اعتقاله في أحداث المخيم الشهير، يوطالب بتحقيق العدالة الفرنسية في هذا الشأن بحكم أن موكله كان يقيم في فرنسا ومتزوج من فرنسية، كما يراهن على الأمم المتحدة.
ويبدو أن هذه أول دعوى يجري تقديمها ضد مسؤولين مغاربة أمام القضاء الفرنسي، بعدما كان الأمر مقتصر فقط على القضاء الإسباني.