تدخلت الشرطة الأوكرانية أمس الثلاثاء ضد المحتجين في قلب العاصمة كييف في الساحة المسماة الاستقلال والتي سموها التحرير إسوة بالقاهرة، ووقع تبادل للعنف خلف 25 قتيلا في صفوف المتظاهرين والشرطة ومئات الجرحى وهناك قلق خطير من تطور الأوضاع الى الأسوأ. وتحولت أوكرانيا الى “سوريا أوروبا” بسبب المواجهة القائمة بين روسيا والغرب.
وتعيش أوكرانيا منذ شهور على إيقاع احتجاجات الموالين للغرب ضد الحكومة المقربة من موسكو. ويريد المحتجون إجبار الحكومة التوقيع على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي حول التبادل التجاري الحر، إلا أن حكومة كييف ترفض ذلك وتفضل الاتفاق الجمركي مع روسيا.
وانتقت مطالب المعارضة الى ضرورة تعديل الدستور حتى يصبح البرلمان هو من يعين رئيس الحكومة والوزراء وحكام الأقاليم بل هناك من يطالب باستقالة الرئيس يانوكوفيتش.
وتشهد العاصمة كييف مواجهات بين الحين والآخر إلا أن مواجهات أمس الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء غرقت في الدم بعد تدخل الشرطة لفك الحصار عن مؤسسات الدولة مثل البرلمان ومحاولة الآلاف اقتحام مقر الحزب الحاكم وانتهت بمقتل 25 شخصا سبعة منهم من أفراد الشرطة. وتعيش العاصمة كييف وفق قنوات التلفزيون الأوكرانية توترا لم يسبق له مثيلا حيث هناك نيران إطارات السيارات ومواجهات في عدد من مناطق العاصمة.
وترتفع أصوات سياسية في البلاد مطالبة بالحوار لتفادي الأسوأ، كما تطالب الدول الكبرى بالحوار لتفادي حمام الدم لاسيما وأن المحتجين مسلحين بالأسلحة البيضاء والهراوات في مواجهة الشرطة.
وعلى شاكلة الملف السوري الذي تتجاذبه أطراف دولية، أصبح الملف الأوكراني موضوع مواجهة بين الغرب وروسيا. وتتم موسكو الغرب بالتدخل في هذا البلد الذي كان في الماضي جزءا من إمبراطورية الاتحاد السوفياتي، بينما يتهم الغرب الكرملين بعرقلة التطور الديمقراطي في هذا البلد.