جنيف 2: الأمين العام للأمم المتحدة يركز على تشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا

الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون يتوسط وزير الخارجية الروسي لافروف في اليمين والأمريكي جون كيري على اليسار

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يجب تشكيل حكومة انتقالية في سورية تسيطر على أجهزة الجيش والأمن والاستخبارات. وحثّ بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد، في مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول لمؤتمر جنيف-2 الأربعاء 22 يناير/ كانون الثاني، على الاستماع بجدية للمخاوف منوها بضرورة حلّ المشاكل بحكمة.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة إنهاء العنف وايصال المساعدات للسوريين، آملا التوصل لحل سلمي من خلال المفاوضات. ورأى انه “يجب تطبيق مقررات جنيف 1 عبر عملية انتقالية من خلال اتخاذ خطوات عدة اولها تشكيل هيئة حكم انتقالية”، مؤكدا أن مستقبل الأسد مسألة يحددها الشعب السوري.
ولفت الى ان الجانبين السوريين سيجلسان معا لبدء مفاوضات السلام برعاية الاخضر الابراهيمي يوم الجمعة مشيرا الى أن “العمل الجاد والصعب سيبدأ الجمعة والمجتمع الدولي يبدي الدعم لنا”.
وحذر من ان “سورية اصبحت ارضا خصبة للجماعات المتطرفة”، مؤكدا ان “لا خيار غير اقامة هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات في سوريا ونحتاج لشخص لديه رؤية لمستقبل افضل يترأس هذه الهيئة”.
من جانبه أعلن المبعوث الأممي الى سورية الأخضر الإبراهيمي أنه سيلتقي غدا الخميس وفدي الحكومة السورية والمعارضة على انفراد، مشيرا الى أنه سيلتقي بعد ظهر الجمعة مع الطرفين في قاعة واحدة. وقال الإبراهيمي”تلقينا مؤشرات واضحة تماما على أن الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين وتحرير السجناء ووقف إطلاق النار”.
لافروف: الوفدان السوريان وبقية المشاركين في “جنيف-2” أكدوا على ضرورة الحل السياسي
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين في ختام الاجتماع في مونترو أن الوفدين السوريين وبقية المشاركين في مؤتمر “جنيف-2” أكدوا على ضرورة الحل السياسي للنزاع في سورية ونبذ السيناريو العسكري. وقال لافروف: “الأهم هو أن الوفدين السوريين و الوزراء المشاركين في المؤتمر من نحو 40 دولة أكدوا على ضرورة الحل السياسي البحت، وعدم جواز الرهان على السيناريو العسكري، وأيدوا إطلاق المفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية بأسرع ما يمكن”.
وأضاف الوزير أن الجولة الأولى من هذه المفاوضات ستنطلق يوم 24 يناير/كانون الثاني بجنيف، مشيرا الى أنه ستكون هناك جولات أخرى. ولفت لافروف الانتباه الى أن هذه كانت أول مرة منذ 3 أعوام جلست فيها الأطراف السورية الى طاولة المفاوضات. وقال: “نحن نعوّل على أن يبذل ممثلو الأمم المتحدة بصفتهم الوسطاء في المفاوضات، مثل المبعوث الخاص الأخضر الابراهيمي، قصارى جهودهم، وأن يستخدموا كل مهاراتهم الدبلوماسية وكافة خبراتهم كي لا يبقى الطرفان السوريان وراء طاولة المفاوضات فحسب، بل ويتمكنا من ايجاد تفاهم”.
وأكد أن الخبراء الروس والأمريكان سيساعدون في ذلك كي تتحرك الأطراف السورية نحو وضع موقف مشترك بشأن كيفية العيش في بلد واحد. وأشار لافروف الى أنه تكوّن لديه انطباع بأن جميع شركاء روسيا، بمن فيهم الأمريكان يفهمون ضرورة انضمام المعارضة الداخلية السورية الى المفاوضات السورية – السورية.
وأعرب لافروف عن رضاه عن “تعزز تفهم النهج الذي تقدمنا به والذي تحدث عنه الرئيس فلاديمير بوتين مرارا، والمتمثل في وجوب أن تكون على جدول أعمال عملية التفاوض بين السوريين قبل كل شيء مسألة ماهية رؤية السوريين لبلادهم ومدى تطابق هذه الرؤية مع توقعات المجتمع الدولي”.
وأوضح أن هذه التوقعات مبنية على أساس المبادئ الرئيسية للقانون الدولي، ألا وهي السيادة ووحدة الأراضي واحترام حقوق الأقليات وضمان وضع متساو لها في المجتمع. وقال لافروف: “إذا تمكنت الأطراف السورية في المرحلة الأولى من عملية التفاوض من تأكيد سعيها المشترك الى خلق سورية بهذا الشكل بالذات، والى الحفاظ على تعدديتها الإثنية والطائفية وطابعها العلماني، فأعتقد أن ذلك سيكون إشارة مهمة”.
وأضاف أن مثل هذا الموقف المشترك للسوريين سيمهد الطريق الى حل قضايا أكثر تعقيدا. وشدد وزير الخارجية الروسي على أنه لا يمكن التوصل الى حلّ وسط بشأن الشخصيات في الحكم وموعد إجراء الانتخابات إلا على أساس التوافق بين الأطراف السورية. وأكد ضرورة ضمان تمثيل واسع بالفعل في الحوار السوري – السوري، لكن أصحاب القرار هم السوريون أنفسهم. لافروف: موسكو ستسعى الى توسيع دائرة المشاركين في الحوار السوري – السوري وأكد سيرغي لافروف أن روسيا ستسعى الى توسيع دائرة المشاركين في الحوار السوري – السوري، مشيرا الى ضرورة انضمام الأكراد الى المفاوضات.
. جون كيري: مشاركة ايران مهمة لايجاد مخرج من الأزمة السورية
بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن النظام السوري قام بتجويع الأبرياء وهو ما يعتبر جريمة حرب. وأكد كيري في مؤتمر صحفي عقب نهاية اليوم الأول من مؤتمر جنيف-2 أن بلاده ستواصل دعم المعارضة حتى تحقيق الحرية.
وأضاف كيري أن دعم المعارضة مستمر وبشكل أكبر من البداية، كما أن هناك إمكانيات أخرى للضغط على الأسد، بالإضافة الى استمرار التعاون مع وزير الخارجية الروسي لافروف من أجل ايجاد حل نهائي.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن المفاوضات ستكون طويلة وشاقة، إذ أن الأزمة تتفاقم، وتبحث الولايات المتحدة الأمريكية كل السبل الممكنة من أجل انجاح جنيف-2 وأي خطوة مستقبلية أخرى. وختم كيري المؤتمر بقوله لدى ايران القدرة على تقريب حلّ الأزمة السورية، وأعرب عن أمله بأن توافق ايران على الانضمام الى جميع الدول التي تساهم في ايجاد مخرج للأزمة، كما أكد أن خيارات الإدارة الأمريكية لا تزال مفتوحة ولم تحسم بشكل نهائي.
بشار الجعفري: لا يجوز تطبيق بيان جنيف1 بصورة انتقائية بل يجب أن يتم عبر حزمة متكاملة
من جانبه قال بشار الجعفري المندوب السوري الدائم لدى الأمم، “نحتاج من مؤتمر جنيف-2 لمساعدة الشعب السوري وإنهاء الإرهاب والضغط على الدول الداعمة له من أجل التوقف عن ذلك”. وذكر الجعفري أن “التسوية السياسية لا يمكن أن تتوازى مع الإرهاب”، معتبرا أن ما جرى اليوم في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف-2 كان مخيبا للآمال والسبب هو إضافة 10 دول في الأيام الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر في حين كان العدد 30 دولة، وفي نفس الوقت تم سحب دعوة ايران.
وأضاف أن الكلمات التي تلتها الوفود لم تشجع على الحوار السياسي الدولي، حيث كانت “عبارة عن استفزاز أعمى وغير مثمر وغير ناجح أو ايجابي”. وقال: “لا يجوز تطبيق بيان جنيف1 بصورة انتقائية بل يجب أن يتم عبر حزمة متكاملة”. وأشار الجعفري الى أن الحكومة السورية “تتكلم عن لغة مقبولة عالميا ومن يريد أن يساعد السوريين يجب أن يشارك في إيقاف العنف الذي يشكل الإرهاب 99 بالمئة منه”.
من جانبه قال رئيس الجمعية السورية الأمريكية الدكتور محيي الدين قصار في حديث لقناة “RT”، إن ما أثبته مؤتمر جنيف هو أن المعارضة مدّت يدها وأن النظام السوري لا يزال مستمرا في انتهاج الحل العسكري، مشيرا إلى أن الأزمة السورية باتت أقرب إلى الحل أكثر من قبل. وفي نفس السياق قال المستشار السياسي بمركز الميرديان للدراسات السياسية خالد صفوري إن الفجوة بين طرفي النزاع في سورية كبيرة جدا واستبعد إمكانية تراجع النظام السوري خاصة بعد تحقيقه مكاسب على الأرض.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password