تحتضن مدينة مراكش اليوم وغدا السبت أشغال الدورة العشرين للجنة القدس التي يرأسها المغرب منذ تأسيسها، وتأتي في ظروف تشهد فيه القضية الفلسطينية تطورات مقلقة.
ويرأس العاهل المغربي الملك محمد السادس اجتماع مراكش بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علاوة على وزراء خارجية بعض الدول الإسلامية بينما سيتم تمثيل أخرى على مستوى السفراء مثل حالة إيران والتي قد تمثل سوريا. وسيحضر ممثلون عن هيئات دولية مثل الاتحاد الأوروبي والفاتيكان والأمم المتحدة.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تمر منه القضية الفلسطينية بظرف حساس للغاية خاصة بعد التهميش الذي تعاني منه بسبب اندلاع الربيع العربي، حيث بقيت القضية الأولى للعرب على المستوى العاطفي وليس الفعل السياسي.
ولم ينشر المغرب أجندة اللقاء، ولكن يبقى السائد هو معالجتها لوضعية القدس أساسا في ظل سياسة التهويد التي تنهجها إسرائيل.
ويأتي اجتماع القدس بعد سنوات من جمود اللجنة وخاصة في ظل شعارات مقربين من المحيط الملكي وعلى رأسهم مستشار الملك فؤاد علي الهمة وهي “تازة قبل غزة”.
وكانت عدد من الدول الإسلامية قد وجهت انتقادات مبطنة الى المغرب بسبب تجميده اللجنة في وقت قطعت فيه إسرائيل أشواطا في تهويد القدس بعدإعلانها الدولة اليهودية. ومن الدول التي انتقدت المغرب تركيا، حيث كان رئيس الحكومة التركي طيب رجب أردوغان يهدف الى رئاسة هذه اللجنة. ويسود الاعتقادأن هذه من الأسباب التي جعلت الملك محمد السادس يتجنب لقاء أردوغان في المغرب.
وقد تأسست لجنة القدس بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في جدة عام 1975م، وقد قرر المؤتمر العاشر المنعقد بفاس إسناد رئاستها إلى الملك الحسن الثاني ملك المغرب، وقد ترأس اللجنة بعد وفاة الملك الحسن الثاني ابنه الملك محمد السادس .
وتهدف اللجنة إلى دراسة الوضع في القدس،ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة من مؤتمرات وزراء الخارجية للبلدان الإسلامية ومن مختلف الهيئات والمحافل الدولية والاتصال بالمنظمات الدولية الأخرى التي قد تساعد على حماية القدس وتقديم مقترحات للبلدان الأعضاء ولكل المنظمات المعنية بالأمر لمجابهة التطورات الجديدة.. كما أن اللجنة مطالبة أيضا بتقديم تقرير سنوي لمؤتمر وزراء الخارجية للدول الإسلامية.
فيما تأسست وكالة بيت مال القدس الشريف سنة 1998 كمؤسسة عربية إسلامية غير هادفة للربح بمبادرة من الملك الحسن الثاني رئيس لجنة القدس آن ذاك بهدف دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف.