شكلت عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى باريس للعلاج والمراقبة الطبية مزيدا من الجدل السياسي حول الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأصبح الشك يراود حتى الأحزاب المقربة التي ترشح بوتفليقة لرئاسة رابعة، كما تشكك بعض وسائل الاعلام والسياسيين في البيان الرئاسي حول صحة الرئيس لاسيما وقد بقي شهران على انتهاء ولايته الرئاسية.
وأصدرت الدولة الجزائرية أمس بيانا تتحدث فيه عن توجه بوتفليقة الى الجزائر للخضوع لفحوصات طبية كانت مبرمجة، إلا أن نسبة من الرأي العام لا تقبل هذه الرواية بعدما تبين لها غياب الشفافية حول صحة الرئيس. ومن ضمن الأمثلة التي ساقتها جريدة الخبر المحلية اليوم أنه كان قد جرى نقل الرئيس يوم 27 أبريل الماضي للعلاج في فرنسا من جلطة دماغية ولكن لم يتم الإعلان الرسمي عن وضعه الصحي حتى 11 يونيو الماضي.
وجاء نقل بوتفليقة الى فرنسا ثلاثة أيام قبل اجتماع الهيئة الناخية لتحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهذا السفر المفاجئ جعل سياسيين وصحفيين ورأي عام في الجزائر يتساءلون عن مصير الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتكتب جريدة الشروق الجزائرية أن التطورات الأخيرة لم تعد تجعل ترشح بوتفليقة الى انتخابات رابعة محل جدل بين أحزاب المعارضة والأحزاب المقربة من السلطة التي يطلق عليها “أحزاب الموالاة” بل وسط أحزاب الموالاة نفسها.
وعمليا، غاب بوتفليقة عن الساحة السياسية منذ انتخابه في الولاية الثالثة بسبب المرض، وتكتب جريدة الخبر اليوم “تراجع نشاط بوتفليقة منذ نهاية 2005 وغيابه بشكل كامل تقريبا في نهاية الولاية الثالثة بسبب مرضه المزمن، أثّر على أداء المؤسسات. فقد توقف مجلس الوزراء تقريبا بشكل كامل، وانقطعت زيارات الرئيس داخل البلاد وناب عنه وزيره الأول عبد المالك سلال. وحتى في أخطر الأزمات، كحادثة منشأة الغاز بعين أمناس غاب بوتفليقة. وفي الخارج، لم يعد للرئيس أي دور ولو شكلي بسبب غيابه عن أهم الاجتماعات التي أصبح يحضرها عبد القادر بن صالح نيابة عنه”.
وتبرز مقالات بعض الصحف وخاصة التي تنتقد السلطة أنه بقي شهران على انتهاء الولاية الرئاسية الثالثة لبوتفليقة، وهناك شكوك حول قوته البدنية لإكمال هذه المدة، وتعتبر أن ترشح لولاية رابعة أصبح مستبعدا.
في الوقت ذاته، تفيد الكثير من التعاليق وخاصة من الشباب في شبكات التواصل الاجتماعي وفي مواقع الصحف الرقمية مثل الخبر أنه حان الوقت لرحيل بوتفليقة عن السلطة وفتح المجال أمم جيل جديد. ولجأت بعض التعاليق الى تعابير حادة وقوية في حق الرئيس.
وفي خبر مكمل لدور الجيش في الأزمة الجديدة التي تعيشها الجزائر ارتباطا بصحة الرئيس بوتفليقة، أبرزت جريدة الشروق اليوم الخميس بعنوان بارز التحذير الصادر عن المؤسسة العسكرية التي نبهت من خطورة “التهاون بأمن واستقرار البلاد”.