حكم القضاء المغربي على السياسي عبد الله القادري بتأدية 400 مليون سنتيم لصالح مستشار الملك فؤاد علي الهمة بسبب الاتهامات التي سبق وأن وجهها على خلفية تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة.
وكان عبد الله القادري قد صرح في حوار مطولة مع جريدة المساء أن فؤاد علي الهمة استعمل اسم الملك في تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، مبرزا أن الهمة طالبه بحل الحزب الذي كان يترأسه الحزب الوطني الديمقراطي والالتحاق بالحزب الجديد. واعتبر الهمة الذي كان من مؤسسي حزب “الأصالة والمعاصرة” قبل التحاقه بمنصب مستشار الملك أن هذا الكلام غير صحيح بل يدخل في خانة السب والقذف.
وتكشف جريدة الصباح في عددها الصادر اليوم أن المحكمة الابتدائية في الرباط قد حكمت على القادري بتأدية مبلغ 400 مليون سنتيم لصالح الهمة، إذ لم يلتزم الهمة بالأعراف التي تنص على درهم رمزي كتعويض عن الشرف.
ويعتبر هذا الحكم القضائي تبرئة للمؤسسة الملكية من أي دور في تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، ذلك أن اعتبار تصريحات القادري بمثابة سب وقذف هي في العمق نفي دور المؤسسة الملكية في صنع هذا الحزب.
ودار حديث قوي حول دور المؤسسة الملكية في تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة. وإن كان القضاء المغربي قد صدر لصالح الهمة، فكتابة التاريخ لا تلتزم بالأحكام القضائية، وسيبقى للمؤرخين معالجة الموضوع وفق الأدلة والبراهين والتأويلات.
وتوجد كتابات سياسية كثيرة تبرز كيف أن مؤسسة القصر في عهد الملك الحسن الثاني كانت تشرف على صنع الخريطة السياسية خاصة عبر تأسيس أحزاب سياسية والمساهمة في انشقاق أخرى لإضعافها.