وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية الى رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما وغراشا ماشيل أرملة نيلسون ملنديلا، الزعيم الإفريقي الذي توفي ليلة أمس عن سن تناهز 95 سنة، مبرزا خصاله من أجل الحرية والقيم الإنسانية، وشاكرا له عدم دعم تجزئة المغرب.
وفي هذه البرقية يعرب الملك عن حزنه لرحيل مانديلا واصفا إياه برمز السلام والشجاعة السياسية “حيث سيسجل له التاريخ كفاحه ضد العنصرية والميز، ونضاله من أجل بناء جنوب إفريقيا جديدة”.
ويؤكد الملك في البرقية “لقد كانت تربط الراحل علاقة متميزة ببلدي، الذي سانده منذ البدايات الأولى لكفاحه ضد نظام الأبرتايد. كما أقام الفقيد لفترات طويلة بالمغرب، في أوائل ستينيات القرن الماضي، حيث نال دعما رائدا لعمله النضالي، على المستويين السياسي والمادي”.
وتضيف البرقية المتحدثة بلسان الملك أنه “بعد إطلاق سراحه، أصر الفقيد على زيارة المملكة في شهر نونبر 1994، للتعبير عن شكره لتضامن المغرب الكامل مع شعب جنوب إفريقيا الشقيق. وبهذه المناسبة، كان والدي المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، قد منحه أعلى وسام في المملكة، تقديرا لكفاحه الاستثنائي في سبيل المساواة والعدل”.
ويبرز الملك أن “هذه الوشائج المتميزة، التي كانت تربط الفقيد مع شعب المغرب وملكه، عرفت المزيد من التطور بعد اعتلائنا العرش، خاصة خلال الزيارة الخاصة التي قام بها إلى الرباط في شهر غشت 2005”.
وتستطرد البرقية الملكية “لقد تمكن الرئيس الراحل مانديلا، بحكمة وتبصر، من الارتقاء عاليا بالقيم الكونية للحرية والعدالة والسلم والتسامح. كما تمكن، بقوة وعزم، من الانتصار للمثل التي كان يؤمن بها، ولمواقفه الثابتة، في سبيل الحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية لجميع الدول الإفريقية الشقيقة”.
وعلاقة بالصحراء، يؤكد الملك “خلال فترة توليه مهام رئاسة بلاده، على احترامه لشرعية المغرب في صحرائه، ولم يقبل أبدا لا بالاعتراف ولا بدعم تقسيم أو تجزئة بلدي”.