ستبدأ ألف بوست بنشر مقالات موقعة من فاعلين من المجتمع المدني في إطار خانة “صحافة المواطن” وهي الصحافة التي يوقعها مواطنون من خلال مشاركتهم في أنشطة احتجاجية أو ثقافية أو توعوية.
حاملي الشواهد العليا بوزارة التربية الوطنية يصعدون من جديد/عزيزة بنقادة
تخوض التنسيقية الوطنية لحاملي شهادة الماستر والتنسيقية الوطنية لحاملي شهادة الإجازة لموظفي وزارة التربية الوطنية إضرابا وطنيا، بدأ منذ 19 من شهر نونبر وهو مستمر ليومنا هذا ، بعد أن أجهزت الدولة على حق من حقوق هذه الفئة: “الترقية بالشهادة”. وقد احتضنت العاصمة الرباط لأسبوعين متتاليين ما يفوق 4500 أستاذ وأستاذة، حجوا من مختلف مناطق المملكة للمشاركة في الوقفات والتظاهرات مطالبين بحقهم المشروع في ولوج السلالم المناسبة لشهاداتهم الجامعية.
وإذ تواصل وزارة التربية الوطنية نهج سياسة الآذان الصماء أمام مطالب التنسيقيتين، فقد تقرر تمديد الإضراب للأسبوع الثالث و إعلان إضراب مفتوح بأشكال نضالية تصعيدية ونوعية تحت شعار:
” يعممون القمع و التشريد، فلنعمم النضال والإحتجاج”
ففي الوقت الذي استفادت فيه كل الأفواج السابقة إلى حدود 2011 من الترقية بالشهادة إلى السلم الذي يناسب الشهادة الجامعية التي يحملونها، تم استثناء فوجي 2012 و 2013 وتم اشتراط إجراء مباراة للحصول على الترقية، علما أنه سيتم إدماج الأفواج اللاحقة أيضا ابتداء من فوج 2014 بالنسبة لحاملي الإجازة في السلم المناسب لشهادتهم، ليتم استثناء هذان الفوجان فقط بغير وجه حق، في إجهاز خطير على حق من حقوقهم، بل واستثنائهم دون غيرهم.
وإذ ترفض التنسيقيتان المذكرة الوزارية رقم 561ء18 الخاصة بإجراء المباراة كشرط للترقية، وتعتبر أن هذا الإجراء تعسفيا تستحضر فيه الدولة فقط حساباتها المالية على حساب قوت الشغيلة والكادحين، وعلى حساب الشق الاجتماعي بإكراه موظفيها للخضوع لقراراتها دونما اعتبار لحقوقهم، تستغرب هذه الفئة سياسة اللامبالاة إزاء هذا الملف الذي لن يكلف الوزارة تسويته شيئا، باعتبار أن الموارد البشرية الحاملة لهذه الشهادات العلمية تعتبر من وجهة نظر علمية قيمة مضافة للمنظومة التعليمية بالرغم من أنها لم تستثمر ولو درهما واحدا في تأهيل حامليها
كما استنكرت التنسيقيتان موقف بعض النقابات إزاء ملف حملة الشواهد وانخراطها إلى جانب الجهات الوصية في إقبار هذه الفئة و الزحف على مكتسباتها العادلة والمشروعة، حيث عبر بعض الأساتذة عن غضبهم تجاهها بتجميد عضويتهم وقام آخرون بحرق بطائق انخراطهم كتعبير عن سخطهم الكبير.
وتحمل التنسيقيتان الحكومة الحالية تبعات عدم التعاطي الجدي والمسؤول مع ملفهم العادل والمشروع، الذي لن تقتصر فيه الخطوات النضالية المزمع تنظيمها على وقفات أمام وزارة التربية الوطنية فقط، بل ستتجاوزها إلى مواقع أخرى لإيمانهم أن حل هذا الملف ليس قطاعيا محضا، بل يستدعي إرادة سياسية حقيقية. وعبرت هذه الفئة عن استعدادها للقيام بخطوات نضالية نوعية غير مسبوقة، إيمانا منهم بعدالة مطالبهم، مذكرين أن أبرز أحداث العالم فجرها شباب متحمسون.