تزحف الجبهة الوطنية الفرنسية وهو حزب يميني راديكالي بثبات على الفضاء السياسي العام الفرسي، تؤكد ذلك إحصائيات جديدة تستطلع نية التصويت على هذه القوة السياسية الزاحفة بين الناخبين الفرنسيين، وتظهر نتائجه ان مرشحة الجبهة الوطنية الفرنسية ماري لوبين قد تتصدر مواقع حاسمة في الانتخابات المحلية المقبلة القريبة، وذلك لحجم الدعم الانتخابي الذي كشف عنه استطلاع للرأي اخير.
وأشارت صحيفة لوفيغارو الفرنسية ان استطلاعا للرأي أجراه معهد “بولين فوكس” لصالح اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا، أبرزت نتائجه ان حوالي 42 في المائة من الفرنسيين لا يستبعدون التصويت على مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية ماري لوبين في الانتخابات المحلية المقبلة إذا ترشحت في المدن التي يقيمون بها.
واكد في السياق ذاته ان 18في المائة من الفرنسيين المستجوبين سوف يقبلون بكل تأكيد على التصويت لصالح قائمة تتضمن مرشحين من الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية.
وفي المقابل على الرغم من ان 58 في المائة من المستجوبين يرفضون نهائيا التصويت لصالح حزب ماري لوبين ، فإن هذه النسبة تبقى منقسمة بين ا لحزبين الكبيرين الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد من اجل الأمة يمين الوسط، وهو حزب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وقوى سياسية اخرى. وتعتبر فئة من المستطلعة اراءهم ان حزب الجبهة الوطنية الفرنسي يحمل في خطابه مبادئ عنصرية.
وعلقت لوفيغارو على هذه النتائج مبرزة ان نوايا التصويت بين الفرنسيين لصالح لوبين لا تتوقف عن النمو والاتساع”.
نويا الدعم الانتخابية لحزب لوبين كما تظهر نتائج الاستطلاع الأخيرة، يوازيها تحرك سياسي لافت لهذه القوة السياسية ليس على الصعيد الفرنسي فقط بل حتى على الصعيد الأوروبي، فقد احدثت زعيمة حزب الجبهة الوطينة الفرنسية القومي الراديكالي حلفا استارتيجيا مع زعيم الحزب اليميني الهولندي خيرت فيلدرز لتنسيق جهودهما لضمان حضور أقوى على مستوى الخريطة السياسية بالبرلمان الأوروبي.
ويتزامن هذه التصاعد الافت لهذه الحزب القومي الفرنسي الراديكالي الذي تتزعمه ماري لوبين في الوقت الذي تعرف فيه الطبقة السياسية التقليدية في فرنسا أزمة حقيقة. وتظهر إحصاءات ووقائع على تقهقر هذه الطبقة حيث اظهرت استطلاعات اخيرة ان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند قد حصل على دعم سياسي من قبل 28 في المائة من الفرنسيين فقط وهي أسوء نتيجة يحصل عليها رئيس فرنسي منذ الجمهورة الفرنسية الخامسة في العام 1958 . و يعرف حزب الا تحاد من أجل الأمة اليميني الوسط، أزمة زعامة لا فتة تؤثر على ادائه السياسي، ناهيك عن رغبة الاستنجاد، لتلافي أزمته تلك، بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي المثقل بدوره بقضايا قضائية.
ولا تشير فقط الارقام على تنامي الحضور الافت لحزب الجبهة الوطنية الفرنسية، بل تجسده كذلك موجة عداءات واعتداءات عنصرية متعاظمة ضد الأقليات بفرنسا خاصة المسلمة منها.