نجحت الدبلوماسية العالمية فجر اليوم الأحد في جنيف من إيجاد مخرج مرحلي للملف النووي الإيراني الشائك بعد توصل الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا في المباحثات مع إيران الى اتفاق في هذا الشأن، وتعرب إسرائيل عن قلقها الشديد.
وبعد مفاوضات ماراطونية تطلبت سنوات، جرى الاتفاق فجر اليوم على صيغة تنص على حق إيران في تخصيب اليورانيوم ولكن دون 5% مقابل تخفيف المنتظم الدولي وخاصة الغرب العقوبات على الدولة الإيرانية.
وتختلف التصريحات والتأويلات بين الوفود بين تصريحات أمريكية تعتبر أنها استطاعت وقف المشروع النووي الإيراني، وبين الإيرانية التي ترى أنها حافظت على حقها في التخصيب.
الموقف الأمريكي
وقال مسؤول أميركي رفيع إن الاتفاق لا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم وإنما يعترف ببرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، وأضاف أن الاتفاق يوقف التطوير في برنامج إيران النووي بما في ذلك مفاعل آراك للأبحاث الطبية الذي يستخدم الماء الثقيل ويمكن طهران من صنع قنبلة نووية.
وكشفت وثيقة أميركية أن ايران ستلتزم بتحييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنحو 20%، كما ستلتزم بوقف التخصيب فوق نسبة 5%.
ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاتفاق المرحلي الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي بأنه يمثل “خطوة أولى مهمة”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى استمرار وجود “صعوبات هائلة” في هذا الملف.
وقال أوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض، إن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف “يقفل الطريق الأوضح” أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجددًا الدعوة إلى الكونجرس بعدم التصويت على عقوبات جديدة على إيران.
الموقف الإيراني
ومن جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني روحاني في تصريحات نقلتها قناة العالم ” أن دول العالم اعترفت بحق ايران في مجال التخصيب” مضيفا “لقد اكد اتفاق جنيف حق ايران في تخصيب اليورانيوم على اراضيها، ومن هذا المنطلق فان التخصيب سيستمر في مفاعلات نطنز وفوردو واراك، والمنشآت النووية الإيرانية ستواصل نشاطها كما في السابق”.
وأكد روحاني أن “بعض انواع الحظر على دولة إيران سترفع فورا والآخر خلال الاشهر القادمة، مشيرا الى أن “الاتفاق الحالي هو مبدئي نحو اتفاق شامل”.
الموقف الإسرائيلي
أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الاتفاق الذي ابرم بين السداسية وايران ليس “اتفاقاً تاريخياً بل خطأ تاريخياً”. وأضاف رئيس الوزراء اليوم في مستهل جلسة مجلس الوزراء أن “الاتفاق يزيد كثيراً من خطورة الأوضاع لأن أخطر نظام في العالم خطا بفضل الاتفاق خطوة ملحوظة نحو الحصول على أخطر سلاح”.
وتابع نتنياهو قوله إن “الدول العظمى وافقت على تخصيب اليورانيوم في إيران متجاهلة العقوبات الدولية التي فرضتها فيما لم تقدِّم إيران من جانبها إلا تنازلات تجميلية يمكن التراجع عنها خلال أسابيع”، مؤكدا أن إسرائيل غير ملتزمة بالاتفاق وأنها لن تسمح لإيران بتطوير القدرات النووية.
الموقف الروسي
قالت وزارة الخارجية الروسية ان الاتفاق بين ايران والسداسية يخول إيران ممارسة حقوقها كعضو في معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي. وجاء في بيان الوزارة اليوم أن الاتفاق سيؤثر بشكل بناء في وضع منطقة الشرق الاوسط وسيساهم في التغلب على النزعة التي تبلورت في السنوات الاخيرة والمتمثلة بمحاولات حل الازمات والنزاعات في الشرق الاوسط باستخدام القوة.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن جوهر الاتفاق بين “السداسية” وايران يستند إلى فكرة طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال لافروف “انتهت مفاوضات صعبة وطويلة حول الملف النووي الايراني.. وتم التوصل الى اتفاق يتوج الاتصالات التي مرت على مدى سنوات”، مشيراً الى أنه ومع “وصول رئيس جديد لايران شعرنا بأن الاعلان عن الرغبة لحل هذه المعضلة يحمل تحت طياته أساساً جاداً”. وأوضح الوزير الروسي “أن هذا الأمر ظهر في مواقف المفاوضات لدى الزملاء الايرانيين منذ اسبوعين عندما جرى أول لقاء في جنيف وخلال الايام هذه في جولة المفاوضات وأثناء المرحلة النهائية عندما وصل وزراء خارجية الدول الست”. وأكد لافروف على أن “الاتفاق الذي تم التوصل اليه يستند إلى فكرة طرحها في وقتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي طالما نصّت عليها سياستنا الخارجية”.