توجه العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء من مدينة فاس الى الولايات المتحدة في زيارة رسمية الى البيت الأبيض بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حسبما أوردت وكالة المغرب العربي للأنباء. وتعتبر هذه الزيارة ذات أهمية قصوى خاصة في هذا الظرف الحساس الذي تشهده قضية الصحراء المغربية.
ولم يزر الملك محمد السادس البيت الأبيض خلال الولاية الأولى للرئيس باراك أوباما، وهو ما جعل الحوار يتراجع رغم مصادقة البلدين على ما يسمى الحوار الاستراتيجي الذي يفترض أنه يعقد مرة في السنة. وكان جون كيري سيزور المغرب الأسبوع الماضي لعقد هذا الحوار لكنه ألغى زيارته بسبب تطورات الملف النووي.
وتعتبر زيارة الملك محمد السادس التي يرافقها فيها شقيقه الأمير رشيد الى الولايات المتحدة ذات أهمية قصوى للدبلوماسية المغربية بسبب المواقف التي تبنتها واشنطن في نزاع الصحراء وهي مواقف غير ودية ولا تصب في صالح موقف المغرب في هذا النزاع.
وفي الوقت ذاته، تأتي هذه الزيارة في ظل برودة واضحة في العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة بسبب قرار هذه الأخيرة خلال أبريل الماضي محاولة تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان، وهو المقترح الذي لم يتبناه المجلس في آخر المطاف.
ويعاتب المغرب كثيرا واشنطن لمحاولتها تجاوز الطابع التاريخي للعلاقات وتحويل المغرب الى دولة عادية في الأجندة الأمريكية. ومن ضمن العتاب والانتقادات ما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرة 38 للمسيرة الخضراء يوم 6 نوفمبر الجاري عندما انتقد الملك شركاء المغرب الذين لا يتفهمون ملف حقوق الإنسان في الصحراء.
وتعتبر الولايات المتحدة الدولة المعنية بالخطاب الملكي أكثر من أي دولة أخرى لأنها الدولة الرئيسية التي تستعمل ملف حقوق الإنسان في الضغط على المغرب. وآخر إجراء أغضب المغرب هو توجيه الخارجية الأمريكية تقريرا الى الكونغرس يتحدث عن خروقات مغربية في مدن الصحراء.
كما تحدث الزيارة في وقت يمر منه المغرب العربي بتوتر واضح بين المغرب والجزائر على خلفية الصحراء، حيث يراهن كل من المغرب والجزائر على تفهم أكبر من واشنطن لموقف كل بلد من البلدين.
في غضون ذلك، وفي غياب متعاطفين رئيسيين للمغرب في البيت الأبيض وهيئات صنع القرار الخارجي في المؤسسات الأمريكية، يبقى التساؤل هو: إلى أي حد يمكن لهذه الزيارة الملكية أن تساهم في كسر الجليد بين المغرب والولايات المتحدة، وبصيغة أخرى، هل ستنجح في جعل واشنطن ترى بعين مختلف نزاع الصحراء.
والنجاح هنا لا يعني أيدا دعم الولايات المتحدة لمقترح الحكم الذاتي في المنتديات الدولية ومنها الأمم المتحدة لأن ذلك من الصعب في الوقت الراهن بل فقط التخفيف من الضغط على المغرب في مجلس الأمن أساسا.