احتضنت مدينة مالقا ضمن التعاون الأوروبي المغربي وبإشراف من بلدية مالقا أمس الاثنين لقاءا بين صحفيين وأكاديميين مغاربة واسبان حول الاعلام لمعالجة دور إعلام البلدين في تشكيل صورة الآخر وكذلك في تطوير أو تأخير العلاقات الثنائية علاوة على برامج التعاون الأوروبي.
وأدار اللقاء عميد كلية علوم الاعلام في مالقا خوان أنتونيو غاليندو الذي ركز على دور الاعلام في تطوير العلاقات بين المغرب واسبانيا وتساءل عن المشاركة الحقيقية للصحفيين في هذه العلاقات والآفاق التي ستتخذها هذه العلاقة مستقبلا.
وتعددت أجوبة المشاركين. في هذا الصدد، حيث أبرز مدير كرسي اليونيسكو للإعلام بيرناردو دياث نوستي أن العلاقات الثنائية تعاني بشكل كبير من مخلفات الماضي ومن تركيز الإعلام على المشاكل. ودعا الى ضرورة فتح المجال الى الشباب المغربي والإسباني الصاعد لكي يشكل صورة مختلفة عن الحالية خاصة وأنه يمتلك من وسائل التواصل بفضل الإنترنت مختلفة الأمر الذي يجعله حرا وبعيدا عن سيطرة وفكر وسائل الاعلام التقليدية والكلاسيكية.
واعتبر مدير ماستر الترجمة والتواصل والصحافة في مدرسة فهد التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، الطيب بوتبوقالت الفشل النسبي لبرامج التعاون الأوروبي بحكم عدم إشراك حقيقي للمغاربة في وضع برامج، الأمر الذي يجعل هذه البرامج غامضة ولا تؤدي أهدافها الحقيقية. وانتقد غياب الاحترافية في تعاطي الإعلام الإسباني أحيانا مع بعض القضايا المغربية ومنها نزاع الصحراء.
في الاتجاه نفسه، ذهب حسين مجدوبي من جامعة مالقا ومدير ألف بوست حيث اعتبر أن برامج التعاون الأوروبي ومنها المخصصة لإعلام غامضة ويشوبها الكثير من الفساد المالي وهو ما يجعل اللقاءات بين صحفيي وإعلاميي ضفتي مضيق جبل طارق لا تساهم بالشكل المطلوب في تطوير العلاقات الثنائية. واعتبر أن الاعلام في اسبانيا والمغرب يركز في الغالب على الملفات السلبية لأن هذا واقع العلاقات الثنائية التي تتميز بالتوتر في غالب الأحيان، وإن كان الخلل ناتج عن الفارق في المهنية من صحفي الى آخر في معالجته لمواضيع وأخبار معنية. ويرى أن الرباط ومدريد تفتقدان لاستراتيجية إعلامية تساعد في تطوير العلاقات بل في بعض الأحيان تغذيان الحرب الإعلامية.
مصطفى العباسي رئيس جمعية الصحافة في شمال المغرب تحدث عن تجربته في تنظيم لقاءات بين صحفيي الضفتين، مبرزا أن الصحفيين الإسبان بدأوا يعون بمغرب آخر مختلف عن ذلك الذين كانوا يؤمنون به قبل مجيئهم الى المغرب.
ودعا إبراهيم الشعبي، مدير مديرية وزارة الاتصال في جهة تطوان-طنجة الى وعي بدرو الاعلام في العلاقات الثنائية، مركزا على التطورات التي يشهدها المشهد الاعلامي المغربي والتي قد تساعد على فهم أكثر للعلاقات الثنائية. وبدوره انتقد هيمنة المواضيع السلبية في صحافة البلدية وخاصة الجانب الإسباني. ودعا الى تنظيم لقاء ثان في مدينة طنجة السنة المقبلة للاستمرار في معالجة هذه المواضيع بحكم أن الاعلام حاسم في العلاقات الثنائية والدولية.
وركزت رئيسة المجلس السمعي البصري في الأندلس إملينا فيرنانديث سوريانو على التعاون القائم مع المجلس المعي البصري في المغرب التي تديره نجاة المريني وعن المشاريع المشتركة ومنها أنجاز تقرير حول العنف ضد المرأة في الاعلام. وذهب أندريس غارسيا مالدونادو رئيس جمعية الصحافة في مالقا في الاتجاه نفسه، اي التعاون.
وتناولت الجلسة الثانية لقاءا ضم ممثلين عن الباييس والموندو وآبي سي ووكالة الأنباء إيفي وجريدة أوبنيون دي مالقا وقناة كنال سور ووسائل إعلام أخرى من الأندلس التي عالجت كيفية حضور المغرب في وسائل الاعلام الأندلسية الوطنية، حيث كان اعتراف بهمية مواضيع الهجرة والمخدرات والنزاعات الترابية مثل الصحراء وسبتة ومليلية والخلاصة بأن الاعلام لا يساهم في تطوير هذه العلاقات.
وانتهى اللقاء بالدعوة الى منهجية جديدة في التعاطي الإعلامي مع العلاقات المغربية-الإسبانية واتخاذ مبادرات بين الصحفيين للعب دور الجسر الثقافي والسياسي وليس الجدار الاعلامي.