قام مئات الجزائريين بالتظاهر أمام القنصلية المغربية في مدينة وهران غرب الجزائر، وذلك ضمن تفاعلات ما أصبح يسمى ب “نكس علم الجزائر في الدار البيضاء”. ويأتي هذا الاحتجاج ليبرز استمرار الأزمة واحتمال تطورها.
وأوردت جريدة الشروق الجزائرية اليوم السبت أن مئات الجزائريين تجمعوا أمام مبنى القنصلية المغربية في وهران، ورفعوا إعلام مرددين شعارات تهتف للثورة الجزائرية وتهتف للعلم الجزائري وأخرى ضد السلطات المغربية بسبب نكس العلم الجزائري في القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء. وطالب المتظاهرون باعتذار رسمي من المغرب.
كما شهدت ساحات أخرى في المدينة مثل ساحة فاتح نوفمبر تظاهرات منددة بقيام شاب مغربي يوم فاتح نوفمبر بنكس علم القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء. وجاءت هذه التظاهرات مباشرة بعد صلاة الجمعة أمس.
وقامت السلطات الجزائرية بإجراءات أمنية قوية أمام مبنى القنصلية المغربية لتفادي اي هجوم عليها، كما توفر الحماية نفسها لباقي التمثيليات الدبلوماسية المغربية ومنها السفارة في العاصمة.
وأمام تأسف المغرب وعدم تقديمه اعتذارا للجزائر على نكس علم القنصلية لأنه يعتبره فردي ومعزل، تؤكد وزارة الخارجية الجزائرية أن الأمر يتعلق بعمل مخطط لها وليس بالعمل المعزول وفق تحليلها لشريط نزع العلم. واستدعت القائم بأعمال السفارة المغربية وعادت لتستدعي السفير المغربي بعد التحاقه بالسفارة الأحد الماضي بعدما كان المغرب قد استدعاه للتشاور.
وبينما تبقي الدبلوماسية “نزاع العلم” مفتوحا ويستمر كعامل للتوتر، يستمر في التفاعل سياسيا، إذ تستمر الأحزاب السياسية الجزائرية في التنديد بهذا العمل وتطالب المغرب بالاعتذار. واجتماعيا، تتصدر منظمة أبناء شهداء الثورة الجزائرية سياسة شجب المغرب، ومن ضمن ذلك عقدهم الأربعاء الماضي لقاءا في العاصمة الجزائر للتنديد بالمغرب.
وبينما تزخر الصحافة الجزائرية يوميا بمقالات تندد بالمغرب، انضاف عدد من الفنانين الجزائريين الى هذا التيار من خلال المطالبة بمقاطعة فنية للمغرب، عدم حضور مهرجانات مغربية وعدم استدعاء فنانين مغاربة للمشاركة في مهرجانات جزائرية.
وبدأ تراكم هذه الاحتجاجات السياسية والاجتماعية والتركيز عليها في التحول الى منعطف في المخيلة الجزائرية تجاه المغرب، إذ يعتقد جزء كبير من الرأي العام الجزائري أن المغرب هو مصدر الخطر الرئيسي. ومن شأن هذا أن يعيق مستقبلا تطور كل عملية تواصل على شاكلة مع وقع بعد حرب الرمال سنة 1963.