سيستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الملك محمد السادس يوم 22 من الشهر الجاري في البيت الأبيض، وهي أول زيارة للملك الى الولايات المتحدة. وتأتي في ظرف حساس يمر منه المغرب العربي وكذلك العلاقات الباردة بين واشنطن والرباط على خلفية نزاع الصحراء المغربية.
ولم يصدر خبر الزيارة عن الديوان الملكي في المغرب بل عن البيت الأبيض مباشرة في بيان له مساء أمس الخميس. وهذه أول زيارة رسمية للملك محمد السادس الى الولايات المتحدة بعد قرابة عقد من الزمان، إذ كانت آخر زيارة له في عهد الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق جورج بوش.
وستتم هذه الزيارة الملكية عشرة أيام بعد زيارة وزير الخارجية جون كيري الى الرباط ضمن جولته التي شملت عدد من دول العالم العربي ومنها العربية السعودية ومصر والجزائر التي سيحل بها في نهاية الأسبوع قبل المغرب.
وفي الوقت ذاته، تأتي هذه الزيارة في ظل برودة واضحة في العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة بسبب قرار هذه الأخيرة خلال أبريل الماضي محاولة تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان، وهو المقترح الذي لم يتبناه المجلس في آخر المطاف.
ويعاتب المغرب كثيرا واشنطن لمحاولتها تجاوز الطابع التاريخي للعلاقات وتحويل المغرب الى دولة عادية في الأجندة الأمريكية. ومن ضمن العتاب والانتقادات ما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرة 38 للمسيرة الخضراء الأربعاء الماضي عندما انتقد الملك شركاء المغرب الذين لا يتفهمون ملف حقوق الإنسان في الصحراء.
وتعتبر الولايات المتحدة الدولة المعنية بالخطاب الملكي أكثر من أي دولة أخرى لأنها الدولة الرئيسية التي تستعمل ملف حقوق الإنسان في الضغط على المغرب. وآخر إجراء أغضب المغرب هو توجيه الخارجية الأمريكية تقريرا الى الكونغرس يتحدث عن خروقات مغربية في مدن الصحراء.
كما تحدث الزيارة في وقت يمر منه المغرب العربي بتوتر واضح بين المغرب والجزائر على خلفية الصحراء، حيث يراهن كل من المغرب والجزائر على تفهم أكبر من واشنطن لموقف كل بلد من البلدين.
في غضون ذلك، وفي غياب متعاطفين رئيسيين للمغرب في البيت الأبيض وهيئات صنع القرار الخارجي في المؤسسات الأمريكية، يبقى التساؤل هو: إلى أي حد يمكن لهذه الزيارة الملكية أن تساهم في كسر الجليد بين المغرب والولايات المتحدة، وبصيغة أخرى، هل ستنجح في جعل واشنطن ترى بعين مختلف نزاع الصحراء.
والنجاح هنا لا يعني أيدا دعم الولايات المتحدة لمقترح الحكم الذاتي في المنتديات الدولية ومنها الأمم المتحدة لأن ذلك من الصعب في الوقت الراهن بل فقط التخفيف من الضغط على المغرب في مجلس الأمن أساسا.