قام شبان مغاربة يقيمون في مليلية بقطع الحدود بين مليلية المحتلة وبني أنصار ماسء يومه السبت احتجاجا على مقتل شابين من المدينة على يد البحرية الملكية المغربية. ويمكن اعتبار حادث، مقتل الشابين عبد السلام أحمد علي ومحمد أمين، بمثابة طلاق حقيقي بين ساكنة المدينة المحتلة والمغرب.
وكانت البحرية الملكية قد فتحت النار الأحد الماضي على قارب في المياه المغربية في الناضور بعدما رفض ركابه التوقف، وخلف مقتل مغربيين من سكان مليلية. وخلف الحادث تذمرا وحزنا حقيقيا في أوساط مغاربة مليلية، حيث شارك قرابة خمسة آلاف شخص في تشييع جنازة القتيلين يوم الخميس الماضي، وتؤكد الصحف ومنها جريدة الباييس أنها من أكبر الجنازات أو الأحداث الاجتماعية التي عرفتها المدينة خلال العقود الأخيرة.
ويعتبر رئيس حكومة الحكم الذاتي في مليلية خوسي أمبرودا عملية فتح النار “بالعمل الإجرامي”، وطالب الحكومة بالتدخل لدى الرباط لطلب تفسيرات وتحديد المسؤولية. في الوقت نفسه، لا يستبعد أهالي الضحيتين اللجوء الى القضاء الأوروبي ضد المغرب كما نشرت وسائل إعلام محلية في التغر المحتل.
واجتماعيا، يخلف هذا الحدث تذمرا حقيقيا وسط الساكنة المغربية والتي يسميها الإعلام الإسباني ب “مسلمي اسبانيا”. ومن مظاهر التعبير عن هذا الاحتجاج مشاركة المئات مساء اليوم في قطع الحدود لقرابة ساعة بين المغرب ومليلية.
وطالب حزب ائتلاف مليلية الذي يمثل الساكنة المغربية المسلمة من وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو ضرورة تقديم تفسيرات لهذا الحادث الذي يعتبرونه “جريمة حقيقية”. وتتبنى جميع الأحزاب الموقف نفسه
حادث الطلاق
ولم يحافظ المغرب على علاقات بينه وبين ساكنة مليلية، وساعد هذا اسبانيا في تعميق الهوة بين الطرفين للبقاء في المدينة. ويشتكي مغاربة مليلية من الابتزاز الذي يتعرضون له دائما في المغرب ومن إجراءات في الحدود ليست مفهومة.
ووقعت الكثير من الأحداث خلال السنوات الأخيرة مثل توريط بعض المستثمرين المغاربة من المدينة في المخدرات، أو ملاحقة آخرين بتهمة الإرهاب. وكانت هذه الأحداث تخلف احتجاجات، لكن سقوط الشابين برصاص البحرية المغربية وما خلفه من وقع كبير وسط مغاربة المدينة، يشكل بداية طلاق حقيقي بينها وبين المغرب.