ألف بوست.- يستمر التوتر في تركيا لليوم الثالث على التوالي بانتقال عدوى الاحتجاجات ضد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان الى عدد من مدن البلاد وخلفت حتى الآن قتيلين. وقد تساهم هذه التطورات في إلغاء الزيارة المرتقب للزعيم التركي غدا الى المغرب ضمن جولته في المغرب العربي-الأمازيغي. ويندد أردوغان بالاحتجاجات ويقول أنها تسعى الى عودة الانقلابات.
ولليوم الثالث على التوالي، تعيش كبريات المدن التركية على إيقاع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، حيث اندلعت هذه المواجهات كاحتجاج على عزم الحكومة بناء سوق تجري في منتزه وسط العاصمة استنبول، كلن ما فتأت أن تحولت الى احتجاجات ضد الحكومة وانتقلت عدواها الى مدن أخرى مثل أزمير وأنقرة.
وتميز اليوم الثالث من المواجهات بانسحاب الشرطة من عدد ساحات الاحتجاج لتفادي وقوع مواجهات مع المتظاهرين كما حدث أمس السبت وخلفت مئات الجرحى وتنديد دولي من جمعيات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية. وتفيد وسائل الاعلام التركية أن المتظاهرين في أنقرة رغبوا في الوصول الى مقر رئاسة الحكومة.
ودخلت هذه الانتفاضة منعطفا خطيرا بعد سقوط قتيلين، وفق الصحافة التركية، وعزم المتظاهرين على الاستمرار في الساحات الكبرى بل ومحاولة نقل الاحتجاجات الى مدن متعددة. وبدأ المحتجون بالاعتصام المتوالي في ساحة تقسيم في اسطنبول جاعلين منها نسخة من ساحة التحرير في قلب القاهرة.
وفي تصريحات مثيرة نقلتها وكالة الأناضول، اتهم أردوغان اليوم جهات لم يسميها بتنفيذ مخطط يهدف الى زرع الفوضى ووقف النمو الاقتصادي وإعادة الانقلابات الى البلاد.
ومن شأن هذه الأحداث أن تمنع أردوغان من القيام بجولته للمغرب العربي بما فيه المغرب الذي يعتبر محطته الأولى ابتداء من غد الاثنين ويوم الثلاثاء. ولم تؤكد رئاسة الحكومة المغربية خبر الزيارة كما لا يفيد موقع وزارة الخارجية المغربية بخبر حول هذه الزيارة، وإن كان هذا الموقع فاشل في التواصل بامتياز. بينما يبقى البيان الوحيد حول الزيارة هو الصادر منذ ثلاثة أيام في موقع حزب العدالة والتنمية المغربي ويفيد بالزيارة، وهو صادر قبل ارتفاع حدة التوتر والاحتجاجات في تركيا.
وتلقي أحداث تركيا بالغموض حول زيارته، حيث ألمحت الصحافة التركية الى احتمال تجميد أردوغان لأجندته الخارجية إذا استمرت الاحتجاجات ليلة اليوم وصباح الغد.