يعتقد 60% من مواطني أوروبا بوجود نسبة كبيرة من المهاجرين في دول الاتحاد الأوروبي، ويؤيدون الإجراءات الرامية إلى الحد من الظاهرة مثل بناء السياجات لاسيما وأن هذه النسبة ترى أن المهاجرين يرفضون الاندماج في مجتمعات الاستقبال. ومن شأن هذه النسب المرتفعة دفع الحركات السياسية المتطرفة إلى تشديد الخطاب ضد الهجرة.
وعلاقة بهذا، كشف استطلاع للرأي أجراه ائتلاف “يو غوف”، الذي يضم صحفا أوروبية كبرى وهي الباييس الإسبانية، و”نويفل تريبون و”تاغس أنزيغر” من سويسرا، و”لوفيغارو” الفرنسية، و”لوسوار” البلجيكية، و”ريبوبليكا” الإيطالية، و”ذي ويلت” الألمانية، معطيات مقلقة حول الهجرة.
وشملت عينة الاستطلاع الذي نشرت نتائجه، اليوم الخميس، 12 ألف مواطن من أوروبا، وهي عينة كبيرة للغاية، وبالتالي تقدم نتائج تقترب من الواقع. وينتمي المواطنون المستطلعة آراؤهم إلى سويسرا وهنغاريا والسويد وبلجيكا وبولونيا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، أي تشمل الدراسة دولا من جنوب ووسط وشمال أوروبا علاوة على حكومات برئاسة اليسار وأخرى اليمين أو ائتلافات، وبريطانيا التي غادرت الاتحاد عبر بريكسيت.
ويبرز الاستطلاع أن 60% من الأوروبيين يعتقدون أن دول الاتحاد الأوروبي استقبلت منذ 2021 نسبة كبيرة من المهاجرين أكثر مما كان يجب استقباله، وضمن هذه الشريحة أي 60% هناك 35% يعتقدون أن وصول المهاجرين كان بشكل مفرط.
ويتصدر مواطنو هنغاريا بـ 76% ثم إسبانيا بـ 70% لائحة هؤلاء، وقد يعود هذا إلى كون إسبانيا بوابة الهجرة الأفريقية نحو أوروبا، في حين كانت هنغاريا بوابة مهاجري الشرق الأوسط وخاصة سوريا نحو أوروبا. وتنخفض هذه النسبة إلى 40% في حالة بريطانيا.
ويرى باتريك إنغليش، وهو باحث حول الهجرة، أن “التصور الذي يعتقد أن أوروبا استقبلت نسبة عالية من الهجرة ليس جديدا، فموضوع الهجرة يظهر ويختفي من الأجندة السياسية، ولا يوجد تفسير واحد بشأن رفض الهجرة”.
وبالنسبة لإجراءات مواجهة الهجرة، يؤيد 43% من مواطني أوروبا ضرورة إقامة حدود وسياجات أو أسوار، بينما 46% يرفضون ذلك. وترتفع هذه النسبة في بعض الدول المتاخمة لنقط دخول المهاجرين مثل هنغاريا وتتراجع في دول مثل بريطانيا. وتتصدر هنغاريا هذا المطلب بـ 71% متبوعة ببولونيا بـ 58% ثم ألمانيا بـ 48%، في حين تنخفض إلى 36% في إسبانيا وفرنسا و28% في سويسرا. وتتصدر هنغاريا وبولونيا التطرف تجاه الهجرة بسبب وجود أحزاب يمينية ذات أطروحات متطرفة في مجال الهجرة، وتتولى الضغط على الاتحاد الأوروبي للتشدد في هذا الملف.
وفي نقطة أخرى، يعتقد 46% من مواطني أوروبا في رفض المهاجرين الاندماج في المجتمعات التي تستقبلهم، بينما يعتقد 34% في رغبة المهاجرين بالاندماج.
وتحولت الهجرة الى موضوع سياسي رئيسي في أجندة مختلف دول أوروبا، حيث ظهرت أحزاب متطرفة تنادي بطرد المهاجرين، وكذلك مرشحون في الانتخابات الرئاسية مثل إريك زمور في فرنسا، الذي يطرح ضرورة الحد من الهجرة وطرد نسبة ممن يفترض أنهم لا يريدون الاندماج.