أكد الرئيس المؤقت للحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء من الأسبوع الجاري ، تأييد مدريد لمساعي المبعوث الشخصي للأمين العام لهذه المنظمة في نزاع الصحراء ستيفان دي ميستورا، مشددا على حل متفق عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو، وتجنب الحديث عن الحكم الذاتي.
وإذا كانت مواقف عدد من الدول معروفة من نزاع الصحراء، فقد كان هناك ترقب كبير لخطاب رئيس الحكومة الإسبانية حول هذا النزاع، لاسيما بعدما أعلن السنة الماضية تأييد الحكم الذاتي، وبالتالي، هل سيقوم بتأيده بشكل علني أم كان موقفه نابع من رغبته في تهدئة العلاقات مع المغرب في أعقاب أزمة 2021.
وتجنب بيدرو سانشيز السنة الماضية الحديث عن الحكم الذاتي، وكرر هذه السنة الموقف نفسه في خطابه. وهكذا، بعد حديثه عن دور مبعوثي الأمم المتحدة في مختلف النزاعات الدولية، قال حرفيا حول نزاع الصحراء “علاقة بنزاع الصحراء الغربية، إسبانيا تؤيد حلا سياسيا متفقا عليه في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن”. ويضيف “عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هام ويحظى بتأييد كامل من حكومة إسبانيا”.
وحول المساعدات لمخيمات تندوف، يبرز رئيس الحكومة المؤقت “على نفس النهج، سنستمر في دعم ساكنة مخيمات الصحراويين، كما فعلنا دائما، وسنحافظ على صفتنا في صدارة المانحين في هذا الشأن”.
وأوردت وكالة أوروبا برس الإسبانية إجراء بيدرو سانشيز مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول جولة مبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا لدى أطراف النزاع في الصحراء مؤخرا.
ومن خلال خطابه هذا، الذي لم يشر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى دعم الحكم الذاتي، واعتمد في الفقرات الخاصة بالصحراء على مضمون قرارات مجلس الأمن، فإن موقفه لا يختلف نهائيا عن موقف معظم دول أوروبا ومنها فرنسا.
وصرحت مصادر سياسية قريبة من الحزب الاشتراكي لـ “القدس العربي”: “بيدرو سانشيز مقبل على تشكيل الحكومة في حالة فشل اليمين تشكيلها، وكل شركاءه وخاصة حزب سومار يؤيدون تقرير المصير في نزاع الصحراء، بل ويريد هذا الحزب أن يتضمن خطاب التنصيب أمام البرلمان دعم مبدأ تقرير المصير لكن الحزب الاشتراكي يرفض، ولهذا تجنب في المقابل دعم الحكم الذاتي منذ الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات البلدية ثم التشريعية خلال يوليو الماضي ويشدد على الحل السياسي في إطار الأمم المتحدة”.
تضيف المصادر نفسها “لا يمكن استبعاد أن بيدرو شانشيز يبعث برسائل تهدئة إلى كل من الجزائر وجبهة البوليساريو، كما لا يمكن استبعاد أن حكومة مدريد تؤيد الحكم الذاتي في المباحثات وراء الأبواب الموصدة مع الأمم المتحدة وباقي الدول، ونظرا للإكراهات السياسية تقدم موقفا مختلفا في منبر الأمم المتحدة”.