البنتاغون يرغب في نشر مدمرتين عند مدخل جبل طارق ردا على التواجد الروسي والصيني

مدمرة أمريكية في قاعدة روتا

يرغب البنتاغون في رفع وجوده العسكري النوعي في قاعدة روتا أقصى جنوب اسبانيا عند المدخل الغربي لمضيق جبل طارق، ويأتي هذا القرار نتيجة ارتفاع التواجد العسكري الروسي والصيني في غرب البحر الأبيض المتوسط وشواطئ أوروبا الغربية ويمتد الى المغرب.

وأوردت جريدة إلبايس هذا الأسبوع معلومات عن مخططات البنتاغون الأمريكي بنشر سفينتين مدمرتين متطورتين من نوع “أرلييغ بورك” في قاعدة روتا المشتركة، رفقة 600 من قوات المارينز الخاصة. وتتوفر القاعدة مسبقا على أربعة مدمرات من النوع المذكور وبالتالي قد تصبح ستة في حالة مصادقة حكومة مدريد على عملية النشر. وبهذا ستتحول روتا الى أهم القواعد العسكرية في الخارج.

وتعد أوليغ بورك  من أهم المدمرات في العالم وأكبرها حجما وقوة نارية، وتتوفر على أنظمة صواريخ مختلفة ومتطورة من مهامها القصف عن بعد يفوق ألف كيلومتر، ولكن أهم وظيفة لهذه المدمرات الراسية في قاعدة روتا هي اعتراض الصواريخ الباليستية التي قد تطلقها دول ثالثة على أوروبا أو الولايات المتحدة. وهي تدخل فيما يعرف بحرب النجوم أو الذراع الصاروخي. وستوفر البنتاغون من خلال عملية الانتشار على وحدات مقاتلة بحرية متقدمة تحمي أوروبا.

وكانت اسبانيا قد قبلت نشر هذه المدمرات في قاعدة روتا خلال بداية العقد الجاري كجزء من مواجهة روسيا والصين، وإن كان البنتاغون وقتها قد برر هذه العملية بمواجهة صواريخ كوريا الشمالية وإيران. وتهدف الولايات المتحدة إلى الرفع من وجودها العسكري النوعي في قاعدة روتا لمواجهة الحضور العسكري المستمر الروسي والصيني في غرب البحر الأبيض المتوسط وشواطئ أوروبا الغربية، حيث قام البلدان بإجراء مناورات عسكرية السنة الماضية، بينما السفن والغواصات الروسية لا تغيب عن مضيق جبل طارق وأوروبا الغربية بل تلجأ الى القاذفات الاستراتيجية تو 160.

واعتبرت موسكو دائما أن هذه الصواريخ موجهة ضدها، ولهذا، تبقي على وجود عسكري نوعي بدورها في المحيط الإقليمي لمضيق جبل طارق، حيث تداوم سفينة على التواجد بالقرب من المنطقة في محاولة لإبطال منظومة الضرب والدفاع لدى المدمرات الأمريكية المتواجدة في قاعدة روتا. ونتيجة هذه التطورات، بدأ غرب البحر الأبيض المتوسط يسجل تنافسا عسكريا على شاكلة ما يجري في شرق هذا البحر وإن كان أقل بسبب غياب توتر واضح على شاكلة الملف السوري والغاز والتنافس المصري التركي الإسرائيلي.

وينعكس هذا التواجد العسكري الغربي والروسي مباشرة على المغرب، إذ ترسو السفن الروسية خاصة في المياه الدولية إما في الواجهة المتوسطية أو الأطلسي. وكانت ألف بوست قد اشارت منذ سنوات الى أن استئناف الحرب الباردة ومنها في مضيق جبل طارق يجعل المغرب محط اهتمام القوى الكبرى.

Sign In

Reset Your Password