فوز اليمين المتطرف في الأندلس يؤدي الى احتجاجات ومؤرخ أمريكي يعتبره بمثابة حرب استرداد

تعيش اسبانيا هزة سياسية حقيقية بعدما استطاع حزب سياسي من اليمين المتطرف الوصول إلى برلمان الأندلس أكبر محافظة في البلاد، وبدأ اليسار والحقوقيون ينادون بضرورة التعبئة، وقد تظاهر الآلاف في مدن الأندلس ليلة الاثنين ضد هذا الحزب الذي تسلم التهاني من طرف هيئات مثله بل حتى من طرف مسؤول سابق في كو كلوس كلان الأمريكية.
وتعتبر الأندلس ذات الحكم الذاتي، أكبر محافظة في البلاد سكانيا، وتكتسي وزنا كبيرا في السياسة الوطنية، وتكون انتخابات البرلمان الخاص بها ذات مؤشر قوي على المنحنى الذي ستتخذه السياسة وطنيا. ورغم فوز الحزب الاشتراكي كقوة أولى في انتخابات الأحد الماضي إلا أن دخول حزب «فوكس» وهو يميني قومي متطرف البرلمان بـ 12 مقعدا وحوالي 400 ألف صوت سبب هزة سياسية حقيقية في اسبانيا. وبهذا يكون أول حزب خلال العقود الأخيرة يستطيع اقتحام مؤسسة تشريعية بعدما كانت مساهمته في الماضي بدون وزن ولا فعالية. ويوجد القلق الكبير في اسبانيا هو نجاح هذا الحزب في الانتخابات الوطنية التي قد تشهدها اسبانيا عما قريب، وقد يحصل على أكثر من 30 مقعدا في مجموع البلاد.
وكانت اسبانيا تعتقد أنها في منأى عن اليمين القومي المتطرف عكس الدول الأوروبية الأخرى، لكنه انفجر فجأة وباغت كل المراقبين. ويستفيد حزب فوكس الاسباني من تجربة الجبهة الوطنية في فرنسا التي تمثل اليمين المتطرف. وقد انهالت التهاني على حزب فوكس من القوى السياسية المتطرفة لأنه أخيرا جعل اسبانيا تشهد بدورها حزبا متطرفا.
ولعل التهاني المثيرة التي فاجأت الجميع هي من طرف مسؤول سابق في حركة كو كلوس كلان الأمريكية وكان نائبا في الكونغرس وهو مؤرخ معروف، دفيد دوك الذي يصنف ضمن أكبر العنصريين في الولايات المتحدة. وكتبت في حسابه في تويتر «فوكس ينتصر في الأندلس. 12 مقعدا ونهاية النظام الاشتراكي…اسبانيا الحية تصنع التاريخ وتؤكد إمكانية التغيير. حرب الاسترداد تبدأ في الأندلس وستتوسع في كل اسبانيا».
ولم تتأخر ردود الفعل في البلاد على فوز فوكس، فقد انطلقت ليلة أول أمس تظاهرات في مختلف مدن الأندلس مثل غرناطة واشبيلية وقرطبة، وكان أكثر زعماء الأحزاب جرأة هو زعيم حزب بوديموس، بابلو إغلسياس الذي اعتبر ظهور حزب فوكس والنتائج التي حققها بمثابة عودة ظهور الفاشية في اسبانيا التي كان قد تم قبرها برحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو.
ومن شأن ظهور فوكس الرفع من التوتر في الساحة السياسية الاسبانية، لاسيما في ظل دعوات من طرف جمعيات المهاجرين الذين يرغبون في الانتظام سياسيا للدفاع عن حقوقهم.

Sign In

Reset Your Password