بدأ المغرب يتحفظ على أسلوب المبعوث الشخصي للأمين العام في نزاع الصحراء هورست كوهلر ومعه بدأ يحضر شبح كريستوفر روس مجددا، وذلك بعدما أقدم هورست على تقديم مقترحات “غير مناسبة” ومنها توسيع لائحة الأطراف المعنية بنزاع الصحراء وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي.
ويوجد غموض في موقف المغرب من مباحثات برلين التي اقترحها هورست كوهلر على الأطراف المعنية، حيث كان يرغب في إجراء مباحثات على انفراد مع كل طرف ثم لقاء لتبادل الآراء دون الارتقاء به الى مفاوضات رسمية كما كان الشأن في مفاوضات سابقة خاصة تلك التي احتضنتها الولايات المتحدة منذ سنوات.
ولم يصدر أي بيان رسمي عن وزارة الخارجية المغربية يقدم جميع التوضيحات من لقاءات برلين ومستقبل المفاوضات مع جبهة البوليساريو، باستثناء تصريحات وتسريبات تفيد برفض المغرب طريقة المباحثات إذا لم تعتمد صيغة الحكم الذاتي كحل أساسي للنزاع وضرورة إشراك الجزائر طرفا رئيسيا في المفاوضات وليس من باب الاستشارة.
ومن الإجراءت التي أقلقت المغرب هو قيام هورست كوهلر الذي كان رئيسا لألمانيا سابقا بالرفع من عدد الأطراف المعنية بالنزاع وخاصة المباحثات التي أجراها مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
وعقد كوهلر لقاء مع المسؤولة عن العلاقات الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية فدريكا موغيريني خلال الشهر الماضي، وتناول احتمال دور مساعد مستقبلا للاتحاد الأوروبي في البحث عن حل لنزاع الصحراء بحكم العلاقات القوية التي تجمع أوروبا بشمال أفريقيا. ويكون كوهلر قد استجاب بذلك الى بعض الفرق البرلمانية مثل الليبرالية واليسار الراديكالي في البرلمان الأوروبي الذي يطالب بدور في نزاع الصحراء. وكانت «القدس العربي» قد نقلت وقتها غياب تصور للاتحاد الأوروبي للمشاركة في البحث عن حل.
ومن ضمن النقاط التي تقلق المغرب هو الحضور القوي لملف الصحراء في الاتفاقيات الزراعية والصيد البحري وحقوق الإنسان، مما سيجعل كل دور جديد للاتحاد الأوروبي لن يصب في صالح الرباط.
في الوقت ذاته، تحفظ المغرب على قرار كوهلر استشارة الاتحاد الأفريقي في نزاع الصحراء رغم عضوية المغرب في هذه المجموعة بعد عودته إليها مجددا السنة الماضية بعدما كان قد انسحب منها سنة 1983 بسبب الصحراء. ويصر المغرب على بقاء ملف الصحراء في يد الأمم المتحدة الذي تشرف عليه منذ الستينات عندما كان بين إسبانيا والمغرب قبل أن يتحول الى ملف بين المغرب وجبهة البوليساريو في بداية السبعينات.
ومن شأن هذا التحفظ على مقترحات المبعوث الشخصي الجديد الذي تولى منصبه منذ شهور أن يجعل من هورست كوهلر بالنسبة للرباط نسخة جديدة من المبعوث السابق الأمريكي كريستوفر روس، وقد يطالب المغرب بتعديل في مقترحاته لتفادي جعل الملف ينتقل الى مرحلة معقدة كما حدث مع الدبلوماسي الأمريكي روس الذي اعترض المغرب على استمراره.
المبعوث الجديد في نزاع الصحراء كوهلر قد يتحول الى كريستوفر روس جديد للرباط
المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء هورسلت كوهلر لقاء في بروكسيل مع مسؤولة العلاقات الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية، فدريكا موغيريني