سمحت الدولة المغربية اليوم الجمعة بعودة 300 مغربي من أصل 700 عالقين في مدينة سبتة المحتلة، وهذه هي المرة الثانية التي يسمح فيها بعودة العالقين بعد 200 آخرين من مدينة مليلية المحتلة، ويجهل متى سيسمح لباقي العالقين بالعودة الى الديار المغربية ويتجاوز عددهم 30 ألفاً.
وكشفت جريدة “إلفارو دي سيوتا” في موقعها الرقمي، عن بدء ترحيل المغاربة منذ العاشرة بالتوقيت المحلي، حيث جرى اختيار 300 من أصل ما يفوق 700 مغربي عالق في هذه المدينة الواقعة شمالي المغرب وتوجد تحت الاحتلال الإسباني.
ويُجهل الشروط التي لجأت إليها الدولة المغربية لاختيار 300 من أصل 700. ويوجد المغاربة عالقون في الخارج منذ 13 مارس/ آذار الماضي، بعدما قررت السلطات المغربية إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية لاحتواء فيروس كورونا. وكانت عملية الترحيل من سبتة ستتم بداية الأسبوع، ولكن جرى تأجيلها بسبب اختلاف في مقاييس اختيار المرحلين.
وبينما غطّت الصحافة الإسبانية عملية الترحيل من الجانب الإسباني، نشر مدير الجريدة الرقمية “شمال بوست” محمد سعيد السوسي في حسابه على فيسبوك خبرا يؤكد قيام السلطات المغربية بمنع الصحافة المغربية من الاقتراب من نقطة الحدود في سبتة لتغطية عملية العودة. ولم تصدر الدولة المغربية أي بيان توضيحي بشأن عودة جزء من العالقين من سبتة ومليلية. واحتج الذين لم يتمكنوا من العودة، وأخبرتهم السلطات الإسبانية أن المغرب هو المسؤول عن تحديد الأسماء الواردة في اللائحة.
وكانت الدولة المغربية قد رخصت الأسبوع الماضي بعودة 200 من أصل مئات العالقين في مليلية، وجاء ذلك بعد وفاة مواطنة مغربية كانت ضمنهم. ولم ترخص للباقي بالعودة حتى الآن.
ويوجد أكثر من 30 ألفاً من المغاربة العالقين في الخارج بدون الحق في العودة مؤقتا، إذ يعتبر المغرب من الدول القليلة وربما الاستثناء في العالم التي منعت مواطنيها من العودة بمبررات يعتبرها الرأي العام غير مقنعة حتى الآن. ونددت أحزاب وهيئات حقوقية بقرار الدولة المغربية، لكن كل ما صدر عن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني هو “المغرب بصدد تهيئة الظروف المناسبة لاستقبال العالقين.. وعندما سيتم فتح الحدود سيعود العالقون إلى وطنهم”.
ومن باب المقارنة، فقد عملت دول الجوار المغربي على ترحيل معظم مواطنيها العالقين، فقد قامت تونس مثلا نهاية الأسبوع الماضي بإرسال طائرات عسكرية لترحيل تونسيين بقوا عالقين في ماليزيا وإندونيسيا. بدورها رخصت الجزائر بترحيل حتى جثامين المتوفين. بينما سعت إسبانيا الى استعادة مواطنيها من كل بقاع العالم رغم أنها كانت تسجل أعلى معدلات الإصابة والوفيات بسبب كورونا.
بينما لم تتحرك السلطات المغربية، وتأخرت أكثر من شهرين للسماح للمغاربة العالقين في سبتة ومليلية بعبور معبر بري حدودي يبلغ بضعة أمتار فقط. ويشكل قرار الدولة المغربية لغزا محيرا بحكم محدودية الإصابات في المغرب، ثم وجود بنية كبيرة من الفنادق والإقامات السياحية ودور الطلبة قادرة على استقبال العالقين.