رسالة من محامي إلى وزير العدل
عفواً أيها الوزير! القضاة ليسوا عبيداً و لا أقناناً!؟ عفواًأيها الوزير! ليس قلمي نصرة لجهة، وفق ما قد تدعون و تظنون، ولا حقداً وهجوماً كما قد تعتقدون، ولا جحوداً ونكراناً كما قد تقولون! بل حسرة على العدل، والعدالة، وباسم الحريات، والحقوق، أصرخ وأقول، ما لا تستحضرون اليوم، أدركت أنكم تريدون قضاة يسمعون، ويطيعون ولا يتكلمون!
تريدون قضاة، يبذلون ويعطون، ولا يأخذون! تريدون قضاة في الخصاصة، والفقر والإهانة يقبعون، وليس في الكفاف والكرامة ينعمون! تريدون منهم إقامة العدل، و الانصاف بينما هم غير منصفون!،
تريدون منهم كفالة الحقوق والحريات، وهم بالحق والحرية غير كفيلين!؟ عفواً أيها الوزير! تريدون منهم نفخ حياة في القواعد، وأنتم في قوانين حمايتهم تقتلون!؟ تريدون قاض أخرس وأبكم لا ينطقون، قضاة يتألمون ولا يشكون!؟
قضاة تؤدبهم وتبطش بهم، وتعزلهم، وبالألم لا يئنون! عفوا أيها الوزير! هذه أوصاف أقنان وعبيد، وقل أصناماً، ودع عنك القضاة فهم إنسان، بالحق والحرية يتنفسون، ويعيشون. عفواً أيها الوزير، نحن وأنتم، لهم بالاحترام مقسمون، وهم بإقامة العدل وتطبيق القانون مدينون.
عفواً، أيها الوزير! ودع عنك القضاة، أيها الوزير! فباسم الملك، وطبقاً للقانون، ينطقون، وإلى جلالته يشتكون، وبضمانة الاستقلالية، في الدستور يتظلمون.
وبحق الرأي والتعبير هم يطالبون. فبأي حق وشريعة يحاكمون!؟ فدع عنك القضاة، أيها الوزير! صبري الحو، المحامي بمكناس. خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء.