فتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس رسميا عصر الخميس محطة نور1 للطاقة الشمسية في مدينة ورزازات في جنوب شرق البلاد، المرحلة الأولى ضمن مشروع هو الأكبر من نوعه في العالم، بحسب السلطات.
ووصل الملك برفقة رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران الساعة 16,10 ت غ إلى محطة نور1 التي تبعد حوالى عشرين كيلومترا عن ورزازات.
وضغط الملك محمد السادس على لوحة الكترونية، في اشارة رمزية لبدء العمل بالمحطة.
ثم قام بجولة في المحطة التي استغرق بناؤها حوالى ثلاث سنوات بكلفة ستمئة مليون يورو.
وتم التدشين الرسمي في حضور كبار المسؤولين وشخصيات دبلوماسية ومسؤولين من شركة “أكوا باور” السعودية التي أشرفت على انجاز المشروع.
وبدأ العمل في هذا المشروع في 10 أيار/مايو 2013. وتمتد محطة نور 1 على مساحة 450 هكتارا وفيها نصف مليون من المرايا العاكسة. ويتوقع ان تنتج نحو 160 ميغاوات من الكهرباء.
وتعد محطة نور1 المرحلة الأولى من مشروع نور-ورزازات الممتد على مساحة 3000 هكتار والهادف بعد الانتهاء من بناء نور 2 ونور 3 ونور 4، إلى إنتاج 580 ميغاوات من الكهرباء وإمداد مليون منزل مغربي بالطاقة النظيفة، حسبما أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عند إطلاق المشروع.
ونور-ورزازات مرحلة أولى من خمس مراحل في مشروع طموح وكبير لانتاج الطاقة بقيمة استثمارية تبلغ تسعة مليارات دولار في عدد من مناطق المملكة التي تستورد 94% من احتياجاتها من الطاقة، وتطمح إلى تغطية 42% من هذه الاحتياجات عبر إنتاج الطاقة الشمسية بحلول العام 2020.
وبعد اطلاق العمل في نور1 أعطى الملك محمد السادس الضوء الأخضر لانطلاق الاشغال في محطتي نور2 ونور3 لتهيئة المساحة التي سيتم عليها تثبيت المرايا العاكسة.
وسيتم انجاز المحطة الثانية لمشروع نور-ورزازات على مساحة 750 هكتارا وتبلغ قدرتها على التخزين 7 ساعات بكلفة 810 مليون يورو، فيما محطة نور3 ستنتج 150 ميغاوات مع قدرة تخزينية تبلغ 8 ساعات.
وينتظر أن ينتهي العمل في المحطتين في آب/أغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر 2017، حسبما أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، فيما لم تنطلق بعد الأشغال في محطة نور4 على مساحة 220 هكتارا بطاقة إنتاجية تقدر ب70 ميغاوات.
وتبلغ التكلفة الاستثمارية لإنجاز المحطات الأربعة 24 مليار درهم (ملياران و200 مليون يورو).
وتتوقع الحكومة المغربية أن تساهم هذه المراحل الخمسة عند الانتهاء منها في 2020 من خفض انبعاثات من غاز ثاني أوكسيد الكربون بنحو تسعة ملايين طن سنويا.
وستمكن المرحلة الاولى (نور-ورزازات) المغرب من اقتصاد استهلاكه من الطاقة الاحفورية بمليون طن من البترول سنويا، اضافة الى خفض الانبعاثات من ثاني اوكسيد الكربون ب3,7 مليون طن سنويا.
وهنأ الاتحاد الأوروبي المغرب “على إطلاق هذا المشروع الطموح والمنسجم”، حيث اعلن انه ساهم في إنجاز مشروع نور 1 “بقيمة 450 مليون يورو قدمتها مجموعة من المانحين الأوروبيين”.
وبين هؤلاء المانحين حسب بيان رسمي لبعثة الاتحاد الاوروربي في المغرب “الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار والوكالة الفرنسية للتنمية والمؤسسة الألمانية للقروض من أجل إعادة البناء”.
وأكد الاتحاد الأوروربي في البيان أن “المانحين الأوروبيين يساندون كذلك مشروعي نور2 و نور3 بمبلغ 17 مليار درهم (مليار و562 مليون يورو)، أي بما يعادل 60% في المئة من التمويل الإجمالي للمحطات الثلاثة”.
ويدخل هذا المشروع ضمن تخفيف عبء انفاق المغرب على الطاقة، وفي اطار التزام المغرب بخفض انبعاثاته من غازات الدفيئة بنسبة 13% بحلول سنة 2020 بجهد مالي ذاتي قدره عشرة مليارات دولار، وطاقة من الشمس والرياح والمياه.
ويستعد المغرب نهاية 2016 لاستضافة المؤتمر العالمي للمناخ الثاني والعشرين الذي يفترض ان يتابع مقررات مؤتمر باريس الذي انتهى باتفاق تاريخي غير مسبوق يهدف الى احتواء ارتفاع درجة حرارة الارض “بادنى بكثير من درجتين مئويتين” مع السعي للحد من ارتفاعها “عند 1,5 درجة مئوية”.
وقد أخذت المملكة المغربية على عاتقها التزاما جديدا تم الإعلان عنه رسميا خلال قمة باريس للمناخ، ويهدف إلى أن تشكل الطاقات المتجددة (الشمس والرياح والمياه) 52% من استهلاكه للطاقة الكهربيائية الذي يشهد تزايدا سنويا يفوق 7%.
ملاحظة: في تصرف غير لائق، امتنعت الدولة المغربية عن استدعاء الصحافة المغربية خلال افتتاح هذا المشروع