أياما قليلة بعد ترحيله من المغرب “بشكل مفاجئ”، بدعوى عدم توفره على بطاقة اعتماد للاشتغال كمراسل صحافي من المغرب، كتب الصحافي الهولندي ريك كوفيرد مقالا مطوّلا رسم فيه صورة قاتمة عن أوضاع الصحافة والصحافيين بالمغرب.
كوفيرد اعتبر أن حرية الصحافة في المملكة باتت مهددة أكثر فأكثر، وأضاف أنه لا يعرف لحد الآن السبب الحقيقي للإقدام على ترحيله بشكل مفاجئ، لكنه عاد ليقول إنه مهما كانت حاله صعبة فإنها “لا يمكن أن تقارن بوضعية الصحافيين المغاربة الذين لا يملكون إمكانية إشهار جوازات سفر أمريكية أو أوروبية لمواجهة انفعال السلطة”، حسب قوله.
الصحافي المرحّل منتصف نونبر الماضي قال إن آخر مثال لما يواجهه الصحافيون المغاربة “هو توفيق بوعشرين، مدير جريدة “أخبار اليوم”، الذي حكم عليه قبل أيام قليلة بالسجن الموقوف التنفيذ لمدة شهرين، وغرامة تزيد عن 160 ألف دولار”.
وبررت السلطات قرارها بترحيل كوفيرد بأن العملية تمت على إثر إقدامه “بشكل متكرر على خرق الضوابط القانونية المنظمة لعمل المراسلين الصحفيين الأجانب فوق التراب الوطني للمملكة، وذلك طبقا لمقتضيات القانون رقم 02 /03 المتعلق بدخول وإقامة الأجانب بالمملكة المغربية وبالهجرة غير المشروعة”.
وأضافت أن “المعني بالأمر اعتاد على القيام بأعمال صحفية دون أن يكون مراسلا معتمدا من لدن السلطات الحكومية المختصة، حيث لا يتوفر على البطاقة المهنية الخاصة بالصحافة الأجنبية المعتمدة التي تسلمها وزارة الاتصال، وتخول لحاملها العمل بكيفية قانونية في المغرب”.
وخلص المصدر إلى أن “عملية الترحيل تم تنفيذها في احترام للقانون”، وذلك بعد أن كتب الصحافي الهولندي في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، ذكر فيها أن الشرطة قامت باصطحابه إلى مركز الأمن، وهناك “أخبروني أن لديهم أوامر بترحيلي، من دون تحديد أي سبب”.