استمرار الاحتجاجات في البرازيل وتخوفات من “ربيع لاتيني” على شاكلة الربيع العربي في مجموع أمريكا اللاتينية

استمرار الاحتجاجات في البرازيل وتخوفات من "ربيع لاتيني" على شاكلة الربيع العربي في مجموع أمريكا اللاتينية

 

تستمر التظاهرات في البرازيل ودخلت أسبوعها الثالث وهناك تخوف من انتقال عدوى الاحتجاجات الى مجموع دول أمريكا اللاتينية مثل المكسيك والتشيلي والأرجنتين خاصة وأن هذه المنطقة تسجل أكبر الفوارق الاجتماعية في العالم. في الوقت ذاته، تشهد جيلا جديدا من الشباب يرغب في الاستفادة من النمو الاقتصادي الذي جرى تسجيله خلال السنوات الأخيرة.

واندلعت احتجاجات البرازيل بسبب الرفع في أسعار التذاكر في المدن الكبرى، ولكن ما لبثت أن اتخذت بعدا مقلقا في أعقاب بدء مساءلة مؤسسات الدولة ومسؤوليتها في الفساد وتبدير أموال الشعب في الاستعداد لكأس العالم 2014. وتبين أن كرة القدم التي تاريخيا أعرب البرازيليون عن هوس خطير بها الى مستوى الجنوب لم تسعف في تهدئة الناقمين على الأوضاع الاقتصادية المزرية بل تتجه الانتقادات الى كرة القدم نفسها.

وحاولت رئيسة البلاد ديلما روسيف تهدئة الأوضاع من خلال اعترافها بحق المواطنين في التظاهر بل واللجوء الى استفتاء لتعديل الدستور ليرافق التطورات التي تعيشها البلاد. ولم يتردد مجلس الشيوخ في إصدار قانون ينص على اعتبار جرائم الفساد بمثابة جرائم فظيعة يستحق مرتكبها أقسى العقوبات. وساهمت هذه الإجراءات في تهدئة الأوضاع نسبيا ولكن ليس انسحاب المتظاهرين من الشوارع.

وبدأ يسود الاعتقاد بشأن احتمال أن أمريكا اللاتينية مقبلة على موجة من الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية على شاكلة الربيع العربي، أي ستعيش ربيعا خاصا بها. في هذا الصدد، ارتفعت الكتابات الصحفية في هذا الشأن ويكثر علماء الاجتماع من التحذير من مغبة انفجار  في المنطقة لأنها تعيش أكبر الفوارق الاجتماعية.

وحول هذه النقطة، يؤكد باسكوال ألبانيسي في جريدة “تريبونو” الرقمية أن ملامح انتفاضة البرازيل تشترك في الكثير مع العربي العربي عندما انتفضت الطبقة المتوسطة والشباب دون قيادة تشكيلات سياسية كلاسيكية لها.

ومن جانبه، يبرز عالم الاجتماع الكولومبي الشهير في تصريحات نشرتها جريدة ريبوبليكا في البيرو “ما يجري في البرازيل يعمل على إيقاظ مشاعر مطالب الانصاف والمساواة في مجموع أمريكا اللاتينية والنضال ضد الفقر ومساهمة أكثر في الحياة السياسية، وهذا مرشح للانتقال الى باقي منطقة أمريكا اللاتينية بفضل شبكات التواصل”. ويتابع “تتبلور معالم مؤشرات ربيع لاتيني في أمريكا اللاتينية على شاكلة الربيع العربي”.

وما يذهب إليه عالم الاجتماع هذا هو ما تبرزه مختلف وسائل الاعلام في أمريكا اللاتينية من المكسيك الى التشيلي، علما أن بعض هذه الدول تعيش ثورات صامتة واحتجاجات مستمرة قد تنفجر في أي وقت. وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي مؤشرا على ما يدور، فدعوات التظاهر سواء من الليبراليين أو اليسار الراديكالي تنتشر بشكلف لافت في أمريكا اللاتينية. وتغذي الفوارق الاجتماعية الخطيرة هذه الدعوات. إذ لم يستطع النمو الاقتصادي الهائل الذي تمتعت به هذه الدول خلال العشر سنوات الأخيرة من سد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.

Sign In

Reset Your Password