سجلت سنة 2013 غياب وانهيار عدد من الزعماء الدوليين الذين كانوا يحتلون صدارة الترتيب في الأفضلية للرأي العام المغربي وعلى رأسهم الزعيم التركي رجب أردوغان والفنزويلي هوغو تشابيس.
وتكشف استطلاعات الرأي الدولية التي تنجزها مؤسسات عالمية مثل غالوب أن الرأي العام المغربي مثله مثل العربي والإسلام عموما، قد فضل وطيلة سنوات زعماء معينين بسبب مواقفهم في قضايا تهم المغاربة وعلى رأسها الديمقراطية ومواجهة إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية. ويتين هذا حتى في مقالات الراي الموقعة من عدد من الصحفيين وكتاء الرأي.
وطيلة السنوات الأخيرة فضل المغاربة الزعيم الفنزويلي هوغو تشابيس الذي صفقوا له بسبب مواقفه من القضايا العربية والفلسطينية رغم تجميد المغرب للعلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد. وتابع المغاربة بتعاطف رحيل هذا الزعيم خلال مارس الماضي، وأثنوا وترحموا عليه في شبكات التواصل الاجتماعي ومقالات الرأي.
ونظر المغاربة بإعجاب طيلة سنوات للزعيم التركي رجب أردوغان بسبب القفزة النوعية التي حققها لتركيا اقتصاديا وسياسيا. وكان عدد من المفكرين يعتبرون تركيا نموذجا يحتدى به لنجاحها في التوفيق بين الإسلام والعلمانية. وصفقوا لموقفه من الربيع العربي بدعم الديمقراطية وتوجيه انتقادات قوية للدكتاتوريين. لكن سنة 2013 تحمل سقوط أردوغان في أعين الكثير بسبب موقفه الداعم للحرب في سوريا بدل الرهان على إيجاد حل للأزمة، وفي الوقت نفسه بسبب تورط حزبه في ملفات فساد كبرى قد تعصف بحزب العدالة والتنمية من السلطة.
وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله من الزعماء المفضلين للرأي العام المغربي منذ نجاح حزبه في هزم إسرائيل في حرب صيف 2006، لكن انخراطه في الحرب الى جانب سوريا على أساس عقائدي محض، جعله يتعرض لوابل من الانتقادات وخاصة من السلفيين والمقربين من حركة الاخوان المسلمين ويسقط من أعين الكثير من المغاربة.
وحظي الرئيس الإيراني السابق أحمد نجادي بالصدارة في استطلاعات رأي التي أنجزتها غالوب عند المغاربة والعرب، ولم يؤثر انحياز أحمدي نجاد لسوريا كثيرا في شعبيته بل يفضل الكثير من المغاربة الحديث عن المكانة التي منحها لبلاده وخاصة في الحرب الباردة التي فرضها على إسرائيل وكذلك في استماتته في الدفاع عن البرنامج النووي حتى جعل الغرب يقدم تنازلات قوية. وانتهت ولايته الرئاسية لينتهي مطافه السياسي.
ويأتي غياب وانهيار مصداقية بعض الزعماء الذين كانوا مفضلين لدى المغاربة، وفي ظل التطورات التي يعيشها العالم العربي والإسلامي والمتميزة بالانقسام، من الصعب العثور على شخصية دولية، عربية، اسلامية أو من جنسيات أخرى يمكن تحتل مكانة هؤلاء سنة 2014.