هل سيتحول ناصر الزفزافي إلى أول مغربي ومواطم ينتمي الى العالم العربي-الأمازيغي يحصل على الجائزة الحقوقية «زاخاروف» التي يمنحها الاتحاد الأوروبي؟ هو هدف معظم نشطاء حقوق الإنسان المغاربة، وخاصة في أوروبا، لتحقيق هذا الهدف، وهاجس الدولة المغربية لمنع حصول هذا. بينما يستعد والد الزفزافي لطرح مشكل الريف والمعتقلين في البرلمان الفرنسي غدًا الجمعة.
وكان مجموعة من النشطاء قد نجحوا في إقناع عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي بتقديم ترشيح ناصر الزفزافي، الوجه البارز للحراك الشعبي في الريف، وقد اجتاز المراحل الأولى بعد توقيع 40 نائبًا، ويحتاج المرور من المرحلة الثانية إلى الثالثة تحركًا قويًا أمام أعضاء ثلاث لجان، وهي اللجنة الأوروبية للعلاقات الخارجية، واللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان، ثم لجنة التنمية، بينما التصويت الأخير لاختيار الفائز سيقتصر فقط على لجنتي الخارجية والتنمية.
وتطالب اللجنة التي تدافع عن ترشيح الزفزافي من النشطاء المغاربة والحقوقيين مراسلة اللجان التي تحسم في الفوز لتعزيز حظوظ الزفزافي بالفوز، لاسيما في ظل وجود مرشحين آخرين لهم حظوظ قوية. ومن العوامل التي تساعد الزفزافي في الحصول على الجائزة هو اعتراف عدد من الهيئات الدولية والمغربية بطابع الاعتقال السياسي للزفزافي رفقة باقي المعتقلين، ثم رهانه على النضال السلمي، وتركيزه على مطالب اجتماعية بهدف التنمية. في الوقت ذاته، بدأت عدد من الدول الأوروبية ترى بعين القلق ما يجري من خروقات حقوقية في المغرب، ولهذا تقبل طلبات اللجوء السياسي التي تعد بالآلاف من طرف الشباب الريفي خاصة. ويضاف إلى هذا إدماج الأمم المتحدة المغرب خلال هذا الأسبوع ضمن الدول التي جرى شجب ممارساتها ضد حقوق الإنسان.
ونظرًا لتحول ملف الريف إلى نقطة أساسية في الأجندة المغربية، سيعمل اللوبي الموالي للمغرب، وخاصة الفرنسيين، على محاولة منع الزفزافي من الفوز بالجائزة، بينما يرى بعض نواب أوروبا الشمالية أحقية الزفزافي بالجائزة للأسباب المذكورة أعلاه. ويقول أحد النشطاء الحقوقيين المغاربة في أوروبا لـ«القدس العربي»: «مجرد اجتياز ترشيح الزفزافي للمرحلة لجائزة زاخاروف يعتبر تحديًا كبيرًا وفوزًا معنويًا بسبب قوة اللوبي المغربي، أما إذا فاز فسيكون منعطفًا حقوقيًا».
وعمليًا، في حالة فوز ناصر الزفزافي بهذه الجائزة التي تحمل اسم المنشق السوفياتي زاخاروف والمحدثة سنة 1988، فسيكون منعطفًا قويًا في ملف الحراك الشعبي في الريف، بحكم فوز أسماء كبيرة من النضال العالمي بها مثل نيلسون مانديلا وإبراهيم روغوفا والأمم المتحدة، وستضع المغرب في موقف حرج للغاية حقوقيًا أمام الأوروبيين، ومنهم بالأساس الاتحاد الأوروبي الشريك الرئيسي اقتصاديًا وسياسيا لهذا البلد المغاربي.
وتستقبل لجنة برلمانية من اليسار في البرلمان الفرنسي غدًا الجمعة أحمد الزفزافي، الذي سيجري لقاءات مع نواب من أحزاب أخرى لاستعراض تطورات الحراك الشعبي في الريف، وخاصة المعتقلين السياسيين. ويقف وراء هذا اللقاء تنسيقية لجان فرنسا لمساندة الحراك، وتبقى فرنسا الدولة العصية على كل الحقوقيين والسياسيين المغاربة بسبب الارتباط الوثيق للمصالح بين سلطات باريس والرباط. ويعدّ هذا الاستقبال سابقة سياسية وحقوقية في علاقات النشطاء المغاربة في فرنسا بالبرلمان الفرنسي.
هل سيتحول الزفزافي إلى أول مغربي يحصل على جائزة زاخاروف الدولية؟
ملصق خاص بترشيح الزفزافي الى جائزة ساخاروف