تعود جمعية ويكليكس الى خلق الحدث الدولي بعدما كشفت تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي وبمساعدة من المخابرات الألمانية على ثلاث رؤساء فرنسيين، جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولند ومختلف الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، وهو ما يشكل فضيحة بكل المقاييس بين دول تعتبر ضمن الحلفاء.
ونشرت ويكليكس الوثائق باتفاق مع جريدتي ليبراسيون وميديابار، وتأتي أسبوعا واحدا بعد “ويكليكس-السعودية”، لكن هذه المرة الأمر يأخذ أبعادا مقلقة للغاية لأنه يتعلق بتجسس الولايات المتحدة على ما يعتبر حلفاء لها، وخاصة دولة فرنسا.
وتفيد الوثائق التي كشفت عنها ويكليكس رفقة الجريدتين الفرنسيتين اهتمام الولايات المتحدة بمعرفة تفاصيل مواقف فرنسا في قضايا سياسية في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والشرق الأوسط علاوة على الاتفاقيات التجارية وصفقات الأسلحة.
وتستعرض جريدة ميديابار الوثائق السرية للتجسس على مختلف رؤساء فرنسا. ويقول زعيم ويكليكس، جوليان أسانج “سننشر وثائق أكثر حساسية خلال الأيام المقبلة”.
وعقد الرئيس فرانسوا هولند اجتماعا طارئا يومه الأربعاء لمجلس الدفاع الفرنسي لدراسة هذه الفضيحة. وجاء في بيان بعد الاجتماع أن باريس “لن تسمح باي اعمال تعرض امنها للخطر”، ويضيف ان “السلطات الاميركية قطعت تعهدات” اذ وعدت في نهاية 2013 بوقف برامج التنصت على حلفائها، وتابع البيان انه “يجب التذكير (بهذه التعهدات) والالتزام بها بشكل صارم” منددا ب”وقائع غير مقبولة”.
وتعتبر فرنسا الدولة الأكثر استهدافا من طرف المخابرات الأمريكية بحكم أنها عادة ما تتبنى مواقف معارضة لواشنطن وسط الغرب ومنها معارضتها لحرب العراق سنة 2003، وكذلك معارضتها للاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.