وسط مواجهة قوية.. الانتخابات البلدية في إسبانيا الأحد بنكهة مغربية

صورة مركبة لزعيم الحزب الشعبي نونييث فيخو وزعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز

تشهد إسبانيا غدا الأحد انتخابات بلدية والحكم الذاتي في 12 إقليما من أصل 17 بما فيها سبتة ومليلية المحتلتين، وهي صورة مسبقة للانتخابات التشريعية المرتقبة السنة المقبلة. وتميزت بطابع مغربي بسبب حضور هذا البلد في النقاش السياسي علاوة على انتظار أكبر مشاركة للإسبان من  أصول مغربية في هذه الانتخابات.

وكانت إسبانيا تعيش روتينا سياسيا بسبب وجود حزبين كبيرين وهما الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي المحافظ، وتكسر هذا الروتين خلال السنوات الأخيرة بسبب ظهور أحزاب سياسية ذات تواجد وطني مثل بوديموس اليساري وفوكس اليميني المتطرف ثم قوة الأحزاب الإقليمية في بلد الباسك وكتالونيا. وأصبحت الأحزاب تشكل ائتلافا سواء على مستوى الحكومة أو البلديات أو حكومات الحكم الذاتي.

وتمنح استطلاعات الرأي تقدما طفيفا في مجموع البلاد للحزب الاشتراكي الحاكم الذي سيحتاج لليسار الراديكالي “بوديموس-سومار” لتشكيل رئاسة البلديات والحكم الذاتي في عدد من المناطق. ثم يليه الحزب الشعبي الذي من المنتظر سيطرته على عدد من البلديات الكبرى في حالة التنسيق مع حزب فوكس المتطرف. وتعتبر هذه نتائج الانتخابات صورة أولوية عن نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، إذ عادة من يفوز بالانتخابات البلدية يفوز كذلك بالانتخابات التشريعية.

وكما جرت العادة، حضر المغرب في هذه الانتخابات كما حضر في السابقة بسبب مواضيع تحولت الى قضايا داخلية مثل الهجرة والصحراء وسبتة ومليلية وانضاف إليها مؤخرا التجسس ببواسطة يغاسوس.  ويبقى الملفت هذه المرة هي نسبة المغاربة المتجنسين الذين سيشاركون في هذه الانتخابات. ويعود هذا إلى ثلاثة أسباب، أولا، ارتفاع نسبة المهاجرين المتجنسين الذين تفوق أعمارهم 18 سنة ويحق لهم التصويت، ويتجاوز عددهم 150 ألف. ثم فتح بعض الأحزاب باب الترشيح لهم وخاصة في بعض الأقاليم مثل بلد الباسك وكتالونيا، وفي هذا الأخير، ترشح إسباني من أصل مغربي وهو سليمان مسعودي لرئاسة بلدية المدينة الصغيرة ماتوريل. وتميزت الحملة بالخطاب المتطرف لحزب فوكس الذي يستهدف أساسا الجالية المغربية في هذا البلد الأوروبي. وأصدر هذا الحزب تقريرا هذه الأيام يتحدث فيه عن كيفية تسلل المغاربة الى المؤسسات والمجتمع الإسباني من أجل ما يسميه “الاستبدال العظيم”، أي تغيير تركيبة المجتمع الإسباني ورفع نسبة المسلمين.

وحضر المغرب في ملفات أخرى، مثل الحديث عن موقف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الداعم للحكم الذاتي في نزاع الصحراء، والذي رفضته كل الأحزاب باستثناء الاشتراكي، وتطرقت له الأحزاب في هذه الحملة الانتخابية. وربطت بعذ الأحزاب الموقف ببرنامج بيغاسوس. وحضر في سبتة ومليلية، حيث تتهم بعض الأحزاب ومنها فوكس المتطرف وكذلك الشعبي المحافظ حكومة مدريد بالتساهل مع الرباط. ومن ضمن شعارات فوكس المتطرف هو “محاربة مغربة سبتة ومليلية”. وكان فوكس قد استغل تصريحا لرئيس مجلس الشيوخ المغربي النعمة  ميارة خلال شهر أبريل الماضي يطالب فيه  المغاربة بالانخراط في الأحزاب السياسية الإسبانية لتأثير في خطابها نحو المغرب، ومن ضمن المواضيع الذي سطر عليها سبتة ومليلية.

كما تميزت هذه الانتخابات بفضيحة شراء الأصوات في مدينة مليلية، وجرى توجيه الاتهام الى عدد من الأحزاب وعلى رأسها ائتلاف مليلية، وأشارت بعض المقالات الى ضلوع مفترض لجهات مغربية في هذه العملية.

Sign In

Reset Your Password