وسط صمت المغرب… إسبانيا ترخص من جديد للسفن الحربية الروسية بالرسو في سبتة المحتلة

السفينة الحربية الروسية في ميناء سبتة المحتلة

 عادت السفن الحربية الروسية إلى الرسو في ميناء مدينة سبتة المحتلة شمال المغرب، وذلك بعد انقطاع لمدة قاربت الثلاث سنوات بسبب ضغوطات حلف الأطلسي على إسبانيا الذي اعتبر عمليات الرسو غير مناسبة نظراً للتهديدات التي تشكلها موسكو على الغرب.
ورخصت حكومة مدريد منذ أيام لرسو سفينة «فاسلي بيكوف» في سبتة، حيث بقيت لثلاثة أيام لفسحة الجنود والتزود ببعض المواد والوقود، حسب مصادر إسبانية. ويأتي هذا الرسو بعد قرابة سنتين ونصف من التوقف. وخلال سنة 2016، رست 12 غواصة وسفينة حربية روسية في ميناء سبتة.
ورغم التوتر بين الغرب والاتحاد السوفياتي ثم وريثته روسيا، كانت السفن الحربية الروسية ترسو في بعض موانئ الغرب وخاصة في إسبانيا، ومنها في مدينة سبتة التي تقع شمال المغرب وتحتلها إسبانيا، أو في مليلية التي تحمل الصفة نفسها. وخلال السنوات الماضية، مارست واشنطن ثم الحلف الأطلسي برمته ضغوطات على إسبانيا، العضو في هذا التجمع العسكري، لكي تحول دون رسو هذه السفن. وتزعمت بريطانيا هذه الضغوطات نظراً لقرب جبل طارق من سبتة، حيث يفصل بينهما فقط 18 ميلاً بحرياً، وتعد الصخرة رئيسية في المخططات العسكرية البريطانية. في الوقت ذاته، قدوم السفن والغواصات الروسية إلى غرب البحر الأبيض المتوسط والواجهة الأطلسية هو لمراقبة النشاط العسكري الغربي وخاصة قاعدة «روتا» جنوب غرب إسبانيا التي تحتضن نظام الذراع الصاروخي.
وعملياً، قبلت الحكومة اليمينية السابقة بزعامة ماريانو راخوي، بالضغوطات ومنعت السفن الروسية، ووجدت موسكو نفسها مجبرة لمخاطبة الجزائر والمغرب، وقبلت الجزائر مؤقتاً بعدما رفض المغرب حتى لا يتعرض لانتقادات غربية. والآن تعود حكومة الاشتراكي بيدرو سانتيش بالترخيص للبحرية الروسية بالرسو في سبتة، وتعد السفينة العربية «باسيلي بيكوف» هي الأولى في هذا الشأن.
وتحتاج روسيا إلى ميناء غرب البحر الأبيض المتوسط لرسو سفنها وغواصاتها بين الحين والآخر، وتفضل دائماً سبتة ثم مليلية، بينما يرفض المغرب، وتبقى الجزائر دائماً في الاحتياط في حالة رفض إسبانيا، كما وقع منذ سنة 2016. وتستفيد مدريد من عملية الرسو رغم التوتر الغربي مع روسيا، لأن الرسو في مدينة يطالب المغرب باستعادة السيادة عليها هي بمثابة اعتراف روسي بإسبانية سبتة ومليلية.
وتاريخياً، كان هناك اهتمام روسي قوي بمدينة سبتة، حيث رغبت موسكو في شرائها سنة 1899 من إسبانيا، لكن العملية لم تنجح بسبب ضغوطات بريطانيا التي رأت في ذلك تهديداً خطيراً لها.

Sign In

Reset Your Password