صادق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يومه الجمعة على تمديد مهام المينورسو سنة كاملة الى غاية أكتوبر 2021، وكانت المفاجأة هي امتناع روسيا عن التصويت ثم تفادي القرار التطرق الى معبر الكركارات الذي يسبب في توتر في الملف، في حين هددت البوليساريو الأمم المتحدة بالتصعيد.
وجاءت المصادقة على القرار كما كان مترقبا، وتضمن كل المعطيات الكلاسيكية السابقة من الترحيب بالحكم الذاتي والحديث عن تقرير المصير والحل البرغماتي المتفق بشأنه، وشدد على ضرورة تحريك مفاوضات السلام.
وصوت على القرار 13 دولة وامتنع بلدان، ولا يشكل امتناع جنوب إفريقيا مفاجأة بحكم تبنيها لأطروحة جبهة البوليساريو والتنسيق مع الجزائر في هذا الشأن، لكن المفاجأة الحقيقية هي استمرار امتناع روسيا في تبني القرار والاعتراض عليه نسبيا.
ويبقى المثير في الأمر هو تفادي القرار الحديث عن المعطى الذي يهدد الملف بالحرب وهو إغلاق أنصار جبهة البوليساريو لمعبر الكركارات بين المغرب وموريتانيا في وجه حركة النقل. ويغلق أنصار البوليساريو المعبر منذ بداية الأسبوع الماضي. ويبدو أن القرار تجنب الحديث عن الكركارات بنية ترك المساعي للمينورسو والمساعي غير المعلنة لإيجاد حل بدأ التركيز عليه. في الوقت ذاته، تفادى الحديث عن تحركات البوليساريو في المناطق وراء الجدار.
ويرحب المغرب بالقرار لأنه يتماشى والقرارت السابقة بحكم أنه لا يغير كثيرا من الوضع وإن كان لم ينص على فتح الكركارات، فقد استقبلت جبهة البوليساريو القرار بانتقادات شديدة لأنها كانت تطالب بآليات تعمل على تنظيم استفتاء تقرير المصير.
وعلاقة بهذا، أصدرت جبهة البوليساريو بيانا شديد اللهجة ضد القرار واتهمت الأمم المتحدة بالتخلي عن دورها في تنظيم الاستفتاء، واعتبرت أن وقف إطلاق النار غير منفصل عن التسوية الشاملة.
ومن المحتمل تسجيل الملف توتر خلال الفترة المقبلة وقد يكون معبر الكركارات هو الذي سيفجر النزاع بحكم رفض أنصار البوليساريو الانسحاب.
نص قرار مجلس الأمن كما انفردت بنشره جريدة كود الرقمية:
ونص قرار مجلس الأمن الدولي الذي مددة ولاية البعثة الأممية لعام كامل على 16 توصية جاءت كالتالي :
1 – يقرر تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية حتى 31 تشرين الأول / أكتوبر 2021 ؛
2 – يشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم لمسألة الصحراء الغربية على أساس التوافق وأهمية مواءمة التركيز الاستراتيجي للبعثة وتوجيه موارد الأمم المتحدة تحقيقا لهذه الغاية ؛
3 – يعرب عن دعمه الكامل للجهود الجارية التي يبذلها الأمين العام ومبعوثه الشخصي الجديد لمواصلة عملية المفاوضات المتجددة من أجل التوصل إلى حل لمسألة الصحراء الغربية ، ويلاحظ اعتزام المبعوث الشخصي السابق دعوة المغرب ؛ وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا للإجتماع مرة أخرى بنفس الشكل ، ويرحب بالتزام المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا بالاستمرار في المشاركة طوال مدة هذه العملية ، بروح من الواقعية والتوافق ، ضمان نتيجة ناجحة.
4 – يهيب بالطرفين استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام دون شروط مسبقة وبحسن نية ، مع مراعاة الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ، والتي ستنص على تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتفق مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ، مع ملاحظة دور ومسؤوليات الطرفين في هذا الصدد ؛
5 – يدعو الدول الأعضاء إلى تقديم المساعدة المناسبة لهذه المحادثات ؛
6 – يعيد تأكيد ضرورة الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها مع البعثة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار ، ويدعو الأطراف إلى التقيد التام بتلك الاتفاقات ، وتنفيذ التزاماتها تجاه المبعوث الشخصي السابق ، والامتناع عن أي أعمال من شأنها تقويض الأمم المتحدة – تسهيل المفاوضات أو زعزعة استقرار الوضع في الصحراء الغربية ؛
7 – يكرر دعوته جميع الأطراف إلى التعاون الكامل مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ، بما في ذلك تفاعلها الحر مع جميع المحاورين ، واتخاذ الخطوات اللازمة لكفالة أمن أفراد الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها وحرية تنقلهم دون عوائق ووصولهم الفوري إلى خارج تفويضهم ، بما يتوافق مع الاتفاقات القائمة ؛
8 – يشدد على أهمية تجديد التزام الطرفين بالنهوض بالعملية السياسية تحضيرا لمزيد من المفاوضات ، ويشير إلى تأييده للتوصية الواردة في التقرير المؤرخ 14 أبريل 2008 (S / 2008/251) بأن الواقعية وروح التوافق من قبل الأطراف ضرورية لتحقيق تقدم في المفاوضات ، وتشجع البلدان المجاورة على تقديم مساهمات مهمة وفعالة في هذه العملية ؛
9 – يدعو الأطراف إلى إبداء الإرادة السياسية والعمل في جو مؤات للحوار من أجل دفع المفاوضات قدما ، بما يكفل تنفيذ القرارات 1754 (2007) و 1783 (2007) و 1813 (2008) و 1871 (2009) و 1920 (2010) ، 1979 (2011) ، 2044 (2012) ، 2099 (2013) ، 2152 (2014) ، 2218 (2015) ، 2285 (2016) ، 2351 (2017) ، 2414 (2018) ، 2440 (2018) ، 2468 (2019) و 2494 (2019) ونجاح المفاوضات ؛
10 – يطلب إلى الأمين العام أن يطلع مجلس الأمن بانتظام ، وفي أي وقت يراه مناسبا خلال فترة الولاية ، على أن يدرج في غضون ستة أشهر من تجديد هذه الولاية ، ومرة أخرى قبل انتهاء صلاحيتها ، معلومات عن الحالة والتقدم المحرز هذه المفاوضات تحت رعايته ، بشأن تنفيذ هذا القرار ، والتحديات التي تواجه عمليات المينورسو والخطوات المتخذة لمعالجتها ، ويعرب عن نيته الاجتماع لتلقي ومناقشة إحاطاته ، وفي هذا الصدد ، يطلب كذلك من الأمين العام تقديم تقرير عن الوضع في الصحراء الغربية قبل وقت طويل من نهاية فترة الانتداب ؛
11 – يرحب بالمبادرات التي اتخذها الأمين العام لتوحيد ثقافة الأداء في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ، ويؤكد من جديد دعمه لوضع إطار شامل ومتكامل لسياسة الأداء يحدد معايير أداء واضحة لتقييم جميع موظفي الأمم المتحدة المدنيين والعسكريين الأفراد الذين يعملون في عمليات حفظ السلام ويدعمونها والتي تسهل التنفيذ الفعال والكامل للولايات ، وتشمل منهجيات شاملة وموضوعية تستند إلى معايير واضحة ومحددة جيدًا لضمان المساءلة عن ضعف الأداء والحوافز والاعتراف بالأداء المتميز ، ويدعوه إلى تطبيق ذلك إطار لتطلب بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية على النحو المبين في القرار 2436 (2018) إلى الأمين العام السعي إلى زيادة عدد النساء في البعثة ، وكذلك ضمان المشاركة الفعالة والهادفة للمرأة في جميع جوانب العمليات ؛
12 – يحث الأطراف والدول المجاورة على المشاركة بشكل مثمر مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية وهي تنظر كذلك في كيفية استخدام التكنولوجيات الجديدة لتقليل المخاطر وتحسين حماية القوات وتنفيذ ولايتها بشكل أفضل ؛
13 – يشجع الطرفين على التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتحديد وتنفيذ تدابير بناء الثقة ، بما في ذلك إشراك النساء والشباب ، ويشجع الدول المجاورة على دعم هذه الجهود ؛
14 – تحث الدول الأعضاء على تقديم تبرعات جديدة وإضافية لتمويل البرامج الغذائية لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين على النحو المناسب وتجنب التخفيضات في حصص الإعاشة ؛
15 – يطلب إلى الأمين العام أن يواصل اتخاذ التدابير اللازمة لكفالة الامتثال التام لجميع أفراد البعثة لسياسة الأمم المتحدة المتمثلة في عدم التسامح إطلاقا إزاء الاستغلال والانتهاك الجنسيين وإطلاع المجلس بشكل كامل من خلال تقاريره المقدمة إلى المجلس على التقدم الذي تحرزه البعثة في هذا الصدد ، ويحث البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة على مواصلة اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة ، بما في ذلك فحص جميع الأفراد ، والتدريب للتوعية قبل النشر وداخل البعثة ، وكفالة المساءلة الكاملة في حالات مثل هذا السلوك الذي يتورط فيه أفرادها من خلال التحقيق في الوقت المناسب في الادعاءات من جانب البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة وبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ، حسب الاقتضاء ؛
16. يقرر إبقاء المسألة قيد نظره