أظهرت دراسة نشرت نتائجها اليوم ان وسائل الاعلام الالكترونية الاميركية الجديدة اوجدت نحو خمسة آلاف وظيفة خلال بضع سنوات، ما بعث بعض الامل في قطاع صحافي يواجه صعوبة في التكيّف مع التغييرات التكنولوجية.
وفي تقييمه لـ “حال وسائل الاعلام الاخبارية 2014″، احصى “مركز بيو للبحوث” نحو خمسة آلاف وظيفة بدوام كامل في نحو 500 وسيلة اعلامية الكترونية، وغالبية هذه الوظائف جرى ايجادها في السنوات الخمس الاخيرة.
ولا يزال الصحافيون يعملون في غالبيتهم في صحف تقليدية، الا ان عدد الوظائف تراجع بنسبة 6.4 في المئة في 2012. ويتوقع “بيو” ايضا ان تكون سنة 2013 شهدت تراجعاً ايضاً، لكن ارقامها لا تزال غير معروفة.
ولا يزال قطاع الاعلام يعتمد في شكل كبير على الاعلانات التي تدر 70 في المئة من ارباحها السنوية البالغة نحو 60 بليون دولار. الا ان وسائل الاعلام الالكترونية تحقق صعوداً قوياً وتفسح المجال امام ظهور نماذج عمل جديدة.
واذا كانت غالبية الصحف لا تنجح في در ارباح كبيرة مع الوسائل الرقمية، فإن بعض المواقع الالكترونية تتجنب الاعتماد على الاعلانات للتمويل، وتلجأ الى ممولين خاصين او الى رأس مال استثماري او تنظيم مؤتمرات.
وقال الباحث في “مركز بيو” مارك جوركوفيتز: “هذه وسائل جديدة لدعم الصحافة في العصر الرقمي”.
وقالت ايمي ميتشل، مديرة البحوث حول الصحافة في المركز ذاته، ان “اللاعبين الجدد يعززون القدرة على اعداد التقارير والمعارف التكنولوجية والموارد المالية للمخصصة للاخبار، ما أنشأ مستوى لم نره منذ مدة طويلة”. واضاف: “لكن يجب رؤية إن كانت وسائل الاعلام الجديدة هذه ستزدهر وتتمدد الى كل المجالات التي نستخدم فيها المعلومات”.
ووفق الدراسة، فإن 30 من اهم الوسائل الاعلامية الالكترونية تمثل نحو ثلاثة آلاف وظيفة، مع استثمارات ضخمة في التغطية الدولية.
وتملك “فايس ميديا” حاليا 35 مكتباً في الخارج، كذلك تعتزم “هافنغتون بوست” الانتقال من 11 الى 15 بلداً هذا العام. كما ان مواقع مثل “بازفيد” و”كوارتز” باتت تنتشر في شكل متزايد في الخارج.
في موازاة ذلك، تراجع عدد المراسلين الدوليين للصحافة المكتوبة التقليدية بنسبة 24 في المئة بين 2003 و2010، وفق مركز “بيو”. وفي المحصلة، تم استغني عن 16 الف وظيفة في الصحف و38 الفاً في المجلات، وجرى التعويض عنها جزئيا بالوظائف الجديدة في وسائل الاعلام الالكترونية.
وتكشف الدراسة ان وسائل الاعلام الالكترونية تحاول “سد ثغرات في التغطية وجدت بسبب الضغوط على موارد المنشورات التقليدية، والاحاطة بمواضيع اساسية مثل التعليم إلى التغطية الدولية مروراً بمعلومات محلية وصحافة استقصائية”.
كذلك تساهم المنصات الاجتماعية والهواتف المحمولة ايضا في تحويل القطاع الاعلامي الى قطاع الكتروني. وبحسب مركز “بيو”، فإن 50 في المئة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يتشاركون معلومات صحافية و46 في المئة منهم يناقشونها. كما ان اكثر من 10 في المئة من متصفحي الاخبار على الانترنت ارسل مضامينه الخاصة (صور، فيديو، آراء) الى مواقع او مدونات اخبارية.