تعالج اسبانيا والمغرب في صمت خاصة من جانب الرباط ملف المرأة الصحراوية تكبر هدي التي تطالب بفتح تحقيق بشأن وفاة ابنها في العيون ودخلت في إضراب عن الطعام في لاس بالماس بجزر الكناري قارب 40 يوما.
وفقدت تكبر هدي ابنها في حادث يعود الى فبراير الماضي في مدينة العيون، وأكدت السلطات المغربية مقتل الشاب نتيجة شجار عادي بين الشباب واتخذ القضاء مساره في المحاكمة والعقوبة ثم عملية الدفن بعدما رفضت العائلة تسلم جثة ابنها.
وترفض الأم الصحراوية التحقيق القضائي المغربي وتطالب في المقابل بتحقيق مستقل لا تشرف عليه السلطات المغربية. ودخلت الأم الصحراوية إضرابا عن الطعام منذ منتصف مايو الماضي أمام مقر القنصلية المغربية في مدينة لاس بالماس في جزر الكناري، وهي المنطقة الإسبانية التي تعتبر معقلا لأنصار البوليساريو في هذا البلد الأوروبي.
وبدأ الملف يأخذ بعدا إعلاميا وسياسيا كبيرين، ووصل الى البرلمان من خلال أسئلة الأحزاب اليسارية ومنها اليسار الموحد. وكشف وزير الخارجية مانويل غارسيا مارغايو في تصريحات في البرلمان يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري أنه يجري اتصالات مع الخارجية المغربية لإيجاد حل لهذا الملف.
وتابع قائلا بوجود اتصالات مستمر عبر سفارة اسبانيا في الرباط مع الخارجية المغربية للتوصل الى حل. كما كشف عن اجتماع بين حكومة الحكم الذاتي في جزر الكناري وسفارة اسبانيا في الرباط ووزارة الخارجية.
وفي المقابل، اعتبر الملف إنسانيا ومأساة بسبب فقدان أم لابنها ولا يجب تسييسه، وندد باقتحام اسبان وصحراويين القنصلية المغربية في جزر الكناري بسبب هذا الملف.
وانتقدت المعارضة، اليسار الموحد، جواب الوزير، وطالبته بفتح تحقيق لاعتقال من اعتبرتهم الجناة في هذا الملف وتقديمهم للمحاكمة. في الوقت ذاته، جرى نقاش موقف اسبانيا من نزعا الصحراء، حيث تم التأكيد على المواقف الكلاسيكية.