أعرب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمارة عن معارضة بلاده الشديدة لأي دور مغربي في أزمة مالي بدعوى أن رئيس مالي إبراهيم كيتا هو من طلب وساطة الجزائر دون غيرها.
وفي تصريحات لمجلة جون أفريك في عددها الأخير، يرى عميد دبلوماسية الجزائر أن بلاده تعارض دور ما للمغرب في مسلسل السلام ليس من منطلق عزل المغرب بل انطلاقا من رغبة الرئيس المالي كيتا الذي طالب بوساطة الجزائر دون غيرها من باقي الدول.
وكان رئيس مالي قد طالب يوم 19 يناير الماضي وساطة الجزائر بين الفرقاء الماليين وأساسا الحكومة والحركات السياسية والمسلحة للطوارق في شمال مالي التي ترغب في الانفصال وتأسيس دولة خاصة بها.
وكان مسؤولون مغاربة وعلى رأسهم الوزيرة المنتدبة في الخارجية امبارك بوعيدة قد اتهمت الجزائر بتهميش المغرب في الأزمة المالية. ويعتبر المغرب أنه بحكم الجوار الاقليمي والعلاقات التاريخية بين مالي والمغرب فهو مؤهل للعب دور في مسلسل السلام لاسيما بعد زيارة الملك محمد السادس لهذا البلد الإفريقي خلال سبتمبر وفبراير الماضيين.
وعمليا، تنطلق الجزائر من رؤية مفادها أن الدول التي يجب أن تتدخل في الأزمة المالية هي التي تجمعها حدود جغرافية بمالي. وينتقد المغرب الموقف الجزائري. لكن المراقبين يؤكدون أن مالي تحولت الى بؤرة للصراع بين المغرب والجزائر لبسط النفوذ في غرب القارة الإفريقية.
وتعيش العلاقات المغربية-الجزائرية توترا حقيقيا منذ شهور تتجلى في غياب زيارات ثنائية بين حكومتي البلدين واقتصار العلاقات على رسائل التهاني الوطنية أو عندما تحل كارثة طبيعية.