ألغى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة كانت مرتقبة الى المغرب والجزائر ما بين نهاية يناير الماضي وبداية فبراير الجاري. وهذا الإلغاء الثاني يبرز مدى تراجع منطقة المغرب العربي-الأمازيغي في أجندة دبلوماسية واشنطن وسياسة البيت الأبيض عموما.
وعلمت بوست من مصادر رفيعة أن الخارجية الأمريكية أبلغت الرباط والجزائر منذ أسابيع برمجة زيارة لعميدها جون كيري الى الرباط والجزائر لمعالجة العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية والشرق الأوسط، ولكنها عادت لتلغي الزيارة مجددا بسبب أجندة الوزير.
وهذه الزيارة كانت تعويضا عن الزيارة التي كانت مرتقبة في بداية نوفمبر الماضي ولكن جرى تأجيلها بسبب المفاوضات التي كانت جارية حول النووي الإيراني في جنيف، والتي أسفرت عن اتفاق تاريخي حول هذا الملف.
ومجددا، يلغي جون كيري زيارته التي لم يتم بلورة تاريخها بعدما جرى الحديث عن نهاية يناير وبداية فبراير وجرى تأجيلها الى تاريخ غير مسمى. وفي حالة تحديد تاريخ جديد، ستكون هذه الزيارة ما بعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر المرتقب خلال أبريل المقبل.
وعمليا، لا تعتبر زيارة كيري الى البلدين بالاستراتيجية بسبب تراجع أهمية المغرب العربي-الأمازيغي في أجندة الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة وقد تكون بروتوكولية. وكان قد حصل اهتمام أمريكي بالمغرب العربي خلال منتصف التسعينات، حيث رغبت واشنطن في تعزيز نفوذها في هذه المنطقة عبر اقتراح مشروع وحدة بين دول المغرب العربي وتبادل حر مع الولايات المتحدة، لكن المشروع لم ينجح بسبب الاختلافات السياسية على خلفية ملف الصحراء. ومنذ التسعينات، والمنطقة تتراجع بالنسبة لواشنطن لاسيما في الوقت الراهن في ظل اهتمامات جديدة للبيت الأبيض مركزة أساسا على المحيط الهادي.
في الوقت ذاته لن تساهم الزيارة في انفراج في العلاقات بين المغرب والجزائر لأن التجربة أبانت أن الأطراف الدولية عجزت تاريخيا عن تحقيق تقارب بين المغرب والجزائر بسبب نزاع الصحراء.
ويبقى هدف الجزائر من هذه الزيارة أن تحصل على صفة مخاطب رئيسي في القضايا الدولية المتعلقة بإفريقيا بما فيها نزاع الصحراء المغربية. ويهدف المغرب الى مرونة لجون كيري في ملف الصحراء لاسيما وأنه يعتبر من مؤيدي البوليساريو وأن لا تكرر واشنطن مقترح تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.
وعكس الجزائر التي لم تجر نهائيا مفاوضات مع جون كيري، فقد استقبل الملك محمد السادس في واشنطن يوم 21 نوفمبر الماضي جون كيري على هامش زيارته الى البيست الأبيض ولقاءه بأوباما يوم 22 نوفمبر الماضي.