اعترف الرئيس الفنزويلي، نيكولا مادورو، بوجود مفاوضات سرية بين إدارته والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، وذلك بعدما كانت واشنطن تمارس الضغوطات وتهدد بالحرب بهدف دفع مادورو للتخلي عن الرئاسة.
وفي تصريح للتلفزيون الفنزويلي، هذا الأسبوع قال مادورو: “أؤكد وجود اتصالات بين موظفين من إدارة ترامب والحكومة الفنزويلية التي أرأسها، وهي اتصالات بترخيص مني”. وألمح الرئيس الفنزويلي إلى عدم رضوخ بلاده في هذه الاتصالات، بل إنها تجري انطلاقا من المواقف والمبادئ التي تؤمن بها فنزويلا.
وبدوره، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وفق الصحافة الأمريكية: “نحن في اتصال مع فنزويلا، نتباحث مع عدد من المسؤولين. نساعد فنزويلا على قدر استطاعتنا. وسنبقى على الهامش، ولكن نساعد”.
وتعتبر هذه الاتصالات -أو المفاوضات- التي تجري في السر بمثابة هدنة حقيقية بين واشنطن وكاراكاس، بعد التوتر الخطير الذي ساد العلاقات بين البلدين، في أعقاب اعتراف البيت الأبيض برئيس البرلمان، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، بالإضافة إلى جمع الدعم الدولي له.
وكان التوتر قد وصل إلى مستوى تهديد الولايات المتحدة بشن حرب ضد فنزويلا لتغيير النظام، لا سيما التصريحات النارية التي كانت تصدر عن مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ضد فنزويلا.
ويبدو أن واشنطن توصلت إلى قناعة راسخة هي استحالة تغيير نظام نيكولا مادورو الذي وصل إلى الرئاسة عبر صناديق الاقتراع، بل كانت تحركاتها مضادة؛ إذ ساهمت في إضعاف نفوذها في المنطقة.
ومن ضمن النتائج التي أسفر عنها هذا التوتر هو التدخل القوي لكل من روسيا والصين ثم تركيا لإنقاذ الاقتصاد الفنزويلي من الانهيار، وتقديم المساعدات الغذائية والطبية، ثم رفع بكين من استثماراتها في البترول الفنزويلي، إذ يتوفر هذا البلد على أكبر احتياطي في العالم. لكن التطور الأبرز كان هو فتح فنزويلا مجالها الجوي والبحري للطائرات والسفن الحربية الروسية، وهو الأمر الذي أقلق كثيرا البنتاغون.