لم تدرج الولايات المتحدة المغرب ضمن الدول في التحالف الساهرة على تشكيبله لمواجهة الدولة الإسلامية “داعش”، حيث لم تتم دعوته الى قمة جدة التي انعقدت الخميس من الأسبوع الجاري، لكن الاتحاد الأوروبي يعتبر المغرب عنصرا هاما في أي استراتيجية مستقبلا ويطالبه بالتركيز على تفكيك خلايا المغاربة لأنها من أنشط الخلايا في أوروبا.
وكانت الصحافة المغربية قد أسهبت في رهان الولايات المتحدة على المغرب في محاربة داعش، وفي الوقت نفسه كتبت عن استعانة العربية السعودية بكوماندوهات مغربية لمحاربة داعش. إلا أن ما أوردته هذه الصحافة لم يكن صحيحا بحكم تهميش البنتاغون للمغرب في قمة جدة التي انعقدت منذ يومين لمواجهة داعش وقمم أخرى. ويضاف الى هذا غياب تجربة للكوماندوهات المغربية في ملاحقة إرهابيين بحكم أن المغرب لا يشهد تجمعات للإرهابيين عكس ما يجري في دول مثل جنوب الجزائر وشمال مالي والعراق وسوريا، لكن المغرب يمتلك تجربة في تفكيك الخلايا وليس الحرب المفتوحة مع الإرهابيين.
وفي الوقت ذاته، لا تحتاج الولايات المتحدة لدعم عسكري مباشر مثل الجنود بل للدعم السياسي والدعم الجوي للقصف. ولا يمكن للمغرب تقديم معونة عسكرية بحكم أنه لا يتوفر على طيران متطور ولا على قواعد في الشرق الأوسط أو حاملات طائرات.
واعترف وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في تصريحات لجريدة “أخبار اليوم” المغربية عدم استدعاء واشنطن للمغرب للمشاركة في قمة داعش، علما أن المشاركين فيها من الأنظمة الملكية العربية والتي اعتاد المغرب حضورها أشغالها السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
ومقابل التهميش الأمريكي للمغرب، يراهن الأوروبيون على المغرب بشكل كبير للغاية ويعتبرونه عنصرا هاما في أي استراتيجية خاصة في الفضاء الأوروبي ومن ضمن ذلك دعوته لحضور قمة 20 فبراير الماضي في باريس بمشاركة فرنسا واسبانيا والبرتغال لمحاربة الإرهاب.
وشرحت مصادر تابعة للاتحاد الأوروبي سابقا لألف بوست بأن أهمية المغرب “تتجلى في موقعه الجغرافي لمراقبة تحركات القاعدة وداعش مع منطقة الساحل، والأساسي هو أن نسبة هامة من المعتقلين بتهم الإرهاب في الاتحاد الأوروبي هم مغاربة “بل يتصدر المغاربة لاحئة المعتقلين بتهم الانضمام الى القاعدة وداعش في كل أوروبا، وهنا تتجلى أهمية المغرب لأوروبا”.