تسعى الولايات المتحدة الى اتفاق عسكري طويل المدى مع الجزائر بهدف إزاحة روسيا من هذا البلد المغاربي. ومن المنتظر أن يتم هذا الاتفاق على حساب المصالح العسكرية المغربية مع البنتاغون وقد يمتد الى نزاع الصحراء.
وأوردت جريدة الخبر الجزائرية اليوم سعي واشنطن الى التوقيع على هذا الاتفاق منذ ثلاث سنوات، بسبب انفتاح لجزائر جغرافيا على مناطق مشتعلة وهي موريتانيا والنيجير ومالي وتونس وليبيا.
وتكتب الجريدة “عرضت واشنطن على الجزائر توقيع اتفاق دفاعي طويل المدى يسمح بتحويل التعاون الأمني والعسكري بين الجزائر وواشنطن إلى تحالف عسكري طويل الأمد يتضمن استفادة القوات الأمريكية من مزايا عسكرية في الجزائر، واستفادة القوات الجزائرية من مساعدات عسكرية وتقنية حديثة، وقال مصدر عليم إن الرئيس بوتفليقة أجل النظر في عرض أمريكي قدم للجزائر في عام 2012 يتضمن تحويل التفاهمات الأمنية والعسكرية بين الجزائر وواشنطن إلى اتفاق دفاعي طويل المدى بين البلدين”.
وتبرز ” العرض الأمريكي تضمن تسهيلات مهمة للجزائر في مجال نقل التكنولوجيا الدفاعية والتدريب العسكري والأمني للضباط الجزائريين مقابل المشاركة الدورية للجيش الجزائري في مناورات عسكرية مع القوات البحرية والبرية والجوية للولايات المتحدة الأمريكية، وتسهيلات يحصل عليها الأمريكيون في قواعد بحرية وجوية جزائرية”.
وتؤكد الجريدة تعرض الجزائر لضغط أمريكي حقيقي خلال المدة الأخيرة لتفادي توقيع الجزائر اتفاقا عسكريا مع الصين أو روسيا. وتنشر أن واشنطن تضغط على الجزائر بالورقة المغربية من خلال رفع التعاون العسكري مع المغرب وكذلك ورقة الصحراء.
وهناك تخوف أمريكي من حصول موسكو على امتيازات في موانئ الجزائر في وقت يعود أسطول الحرب الروسي الى البحر الأبيض المتوسط بشكل رسمي ودائم ضمن صراع النفوذ في العالم ومنها المتوسط.
وتبقى الأوراق التي تضغط بها الولايات المتحدة على الجزائر هي التي قد تقدم فيها تنازلات للجانب الجزائري، ويتعلق الأمر بتقليص التعاون العسكري مع المغرب أو جعل البلدين في نفس المستوى، وإحجام البيت الأبيض عن دعم المغرب في نزاع الصحراء.
وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، رفعت واشنطن من حجم العلاقات مع الجزائر وتعادلها مع المغرب ومنها رفع الحظر عن مبيعات الأسلحة الأمريكية والتوقيع على اتفاقية الحوار الاستراتيجي وزيارة مسؤولين أمريكيين الجزائر كلما زاروا المغرب.