لتحقيق توازن بينهما، عقدت الولايات المتحدة قمة الحوار الاستراتيجي مع دولتي الجزائر والمغرب في يومين متتاليين، ومع الأولى يوم الأربعاء ومع الثانية يومه الخميس من الأسبوع الجاري. وببرغماتيتها المعهودة، حاولت إرضاء الطرفين في ملفات إقليمية ومنها نزاع الصحراء بالتأكيد على تقرير المصير وعلى الحكم الذاتي؟
وعلى الرغم من عدم تشكيل المغرب والجزائر أهمية كبرى في الأجندة الأمريكية ومن ضمن الأمثلة عدم زيارة أي رئيس للبلدين منذ قرابة خمسة عقود، فدبلوماسية واشنطن تحاول الحفاظ على التوازن بين البلدين.
في هذا الصدد، احتضنت واشنطن يوم الأربعاء الحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي برئاسة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الجزائري رمطان لعمامرة. وتضمن البيان الختامي للقمة التركيز على القضايا الثنائية والقضايا الدولية.
وحول هذه الأخيرة، ثمن البيان وساطة الجزائر في مالي والاتفاق بين البلدين على حكومة وحدة وطنية. وفي نزاع الصحراء المغربية، خصص البيان فقرة كاملة جاء فيها ” أعرب الوفدان عن دعمهما للائحة 2152 لمجلس الامن الاممي و التزامهما لمساعدة الطرفين للتوصل الى حل سياسي و عادل و دائم يقبله الطرفان يفضي الى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية في سياق الأحكام المطابقة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة و اهدافه و أبرزا في هذا الاطار الدور و المسؤوليات المنوطة بالطرفين”.
وبعد مرور 24 ساعة، أي الخميس 9 أبريل، احتضنت واشنطن قمة الحوار الاستراتيجي المغربي-الأمريكي، وعلاوة على المواضيع الكلاسيكية والمواقف البروتوكولية ومعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها اليمين وليبيا، تضمن البيان فقرة حول الصحراء منها دعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس والإشادة بالحكم الذاتي.
وحول النقطة الأخيرة، تضمن البيان ما يلي” الولايات المتحدة تؤكد بوضوح أن المخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء جدي وواقعي وذو مصداقية، ويمثل مقاربة من شأنها الاستجابة لتطلعات سكان الصحراء في تدبير شؤونهم الذاتية في سلم وكرامة”.
وبهذا، تكون الولايات المتحدة قد طبقت بامتياز برغماتيتها الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، وهي الرغماتية نفسها التي تطبقها الآن دول مثل فرنسا واسبانيا في نزاع الصحراء لإرضاء كل من المغرب والجزائر.