وأخيرا عين العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم صديق طفولته محمد فاضل بنعيش سفيرا للمغرب في اسبانيا بعد انتظار دام منذ شهر نوفمبر الماضي الى غاية اليوم. ويرغب الملك من خلال فاضل الذي يحمل الجنسية الإسبانية لأمه تطوير العلاقات مع الجار الشمالي.
وحدث التعيين في الاجتماع الوزاري المنعقد اليوم الثلاثاء في الرباط، حيث تفيد قصاصة لوكالة المغرب العربي أن التعيين جاء باقتراح من رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران الذي تقدم بالطلب الى الملك وصادق عليه وفق الفلص 49 من الدستور المغربي.
وتشير كل المعطيات أن ابن كيران لا دخل له في هذا الاقتراح إلا ما هو بروتوكولي مسطريا لأن حزب العدالة والتنمية لا يمكنه اقتراح مكلف بمهمة من الدوان الملكي وصديق للملك لمنصب السفير أو اي منصب آخر.
ويحمل تعيين فاضل بنعيش الكثير من الدلالات، أولا قربه الشديد من الملك محمد السادس، حيث يعتبر من أصدقاء الطفولة، وثانيا لأنه يحمل الجنسية الإسبانية من أمه التي ولدت في غرناطة وتزوجت بأبيه
الدكتور بنعيش الذي درس الطب في كلية غرناطة وكان الطبيب الخاص للملك ومات سنة 1971 في الانقلاب العسكري الفاشل.
وجاء اختيار الملك لفاضل بنعيش خلال زيارة الملك خوان كارلوس الى المغرب خلال يوليوز الماضي، حيث فاتحه في الأمر، وجرى تدبير حل للجنسية الإسبانية التي يحملها فاضل بنعيش، إذ من المحتمل أن يكون قد تخلى عنها مؤقتا لأنه حتى السنوات الأخيرة كان يسافر بجواز السفر الإسباني في بعض الأحيان رغم توفره على جواز سفر دبلوماسي.
ويأتي تعيين فاضل بنعيش رسميا بعدما صادقت عليه السلطات الإسبانية بعد حل مشكل الجنسية الإسبانية. وينص القانون الإسباني على عدم تحمل أي اسباني تمثيلة بدل آخر أو العمل في قواته الأمنية والعسكرية والدبلوماسية.
ولا يعتبر فاضل بنعيش أول مغربي يحمل الجنسية الإسبانية يتولى منصب سفير المغرب لدى مدريد بل هناك سابقة عندما تولى الماريشال أمزيان منصب سفير المغرب في مدريد ما بين سنتي 1966-1970. وقال الحسن الثاني وقتها أن عملية التعيين هي مبادرة للتقريب بين البلدين.
ويراهن الملك محمد السادس كثيرا على صديق طفولته فاضل بنعيش لتطوير العلاقات الثنائية مع اسبانيا وتدارك التأخر الذي حصل خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم نجاح أحمد ولد سويلم في مهمته سفيرا للمغرب في مدريد.