هل ستتصلب إسرائيل أكثر في الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء بعد زيارة قيادة “حماس” إلى المغرب؟ إنه السؤال الذي يدور في الأوساط المهتمة بالعلاقات بين المغرب وإسرائيل وملف الصحراء. وتؤكد مصادر أن إسرائيل ترغب في اعتراف مغربي بالقدس عاصمة لإسرائيل مقابل الصحراء، وهي عملية
ويسود الاعتقاد لدى جزء هام من الرأي العام الدولي أن إسرائيل تعترف بسيادة المغرب على الصحراء في أعقاب اتفاقية أبراهام الثلاثية التي بموجبها أكدت واشنطن يوم 10 ديسمبر الماضي إبان ولاية دونالد ترامب على سيادة المغرب على الصحراء والتعهد بفتح قنصلية في مدينة الداخلة أقصى الصحراء بالقرب من الحدود مع موريتانيا. وخلال توقيع استئناف العلاقات الموقع في الرباط لاحقاً، لم تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء حتى الآن.
وفي حوار سابق لجريدة هسبرس المغربية مع ممثل المكتب الدبلوماسي الإسرائيلي في الرباط، ديفيد غوفرين، يقول في رده على سؤال حول نزاع الصحراء “إسرائيل كدولة تؤيد إحلال السلام في كل المنطقة وتشجع الأطراف المعنية على التفاوض والقيام بإجراءات سلمية، طبعاً الإسرائيليون من أصل مغربي يؤيدون المغرب في كل شيء”. وحول موقف بلاده من مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يبرز “نحن نؤيد أي حل سلمي لهذا الصراع، وأنا متأكد مع مرور الوقت أننا سنجد الحل السلمي”. وبهذا تهرب هذا الدبلوماسي من إعطاء موقف لإسرائيل من الحكم الذاتي وتأييد سيادة المغرب على الصحراء.
وتلعب إسرائيل دعماً هاماً في دعم المغرب في ملف الصحراء على المستوى الدولي وخاصة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد شارك في مؤتمر إيباك اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لحشد الدعم أمام أي تراجع لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على الاعتراف بسيادة سلفها على الصحراء. ورغم هذا الدعم، لم تقدم على خطوة الاعتراف السيادي للمغرب على الصحراء.
وتختلف التأويلات حول موقف إسرائيل، وهناك مصدر عليم بالعلاقات بين الرباط وتل أبيب يؤكد لجريدة القدس العربي أن “إسرائيل تسعى مقابل اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الحصول على اعتراف من طرف المغرب على أن القدس عاصمة لإسرائيل، وهي الخطوة التي يعتبرها المغرب خطاً أحمر”. ويضيف: “عملياً، المغرب كان يسعى مقابل استئناف علاقاته مع إسرائيل الحصول على الاعتراف الأمريكي وليس الإسرائيلي نظراً لوزن واشنطن في مجلس الأمن وعلى المستوى الدولي”. ويبرز المصدر نفسه “اتفاق أبراهام الثلاثي بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل لم ينص على اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء، إذ إن تل أبيب ترغب في معالجته بشكل منفصل عن الاتفاق الثلاثي بل في إطار العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب”.
وفي ظل التطورات الحالية بعد استقبال المغرب لقيادة حماس الأسبوع الماضي، خاصة وأن الزيارة تمت تحت إشراف ملكي وليس حكومي أو حزبي، وهو الحدث الذي فاجأ الجميع، وقد تكون من نتائجه تأخر الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء وتصلبها أكثر في طرح معادلة الاعتراف بالقدس مقابل الصحراء.
هل سيزيد استقبال الرباط لقيادة حماس من تصلب إسرائيل في عدم الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء؟
لقاء الملك محمد السادس مع وفد إسرائيلي وأمريكي