أجرت جبهة البوليساريو مناورات عسكرية فيما يسمى بالمنطقة العازلة في القاموس السياسي المغربي وهي مناطق تدخل رسميا في الخريطة المغربية، ولم ترد الرباط حتى الآن بينما تكتفي أصوات بعض الخبراء بالقول بأن الأمر يتعلق بتحدي من طرف البوليساريو للأمم المتحدة.
ورفعت جبهة البوليساريو من تواجدها العسكري والسياسي في الأراضي الواقعة وراء الجدار المسلح خلال السنوات الأخيرة بشكل ملفت، وهي أراضي تسمى عازلة ولكن المغرب يعتبرها ضمن أراضيه ويدخلها في مساحة البلاد بشكل رسمي.
وفي هذا الصدد، خاضت قوات البوليساريو مناورات عسكرية الأحد 6 يناير 2019 في منطقة امهيريز شملت المشاة والدفاع الجوي أساسا ثم اللوجيستيك مثل الامداد وقت الحرب. وجاء في خبر لوكالة الأنباء التابعة لجبهة البوليساريو أن الهدف من وراء المناورات هو محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ثم ما تعتبره تحرير الصحراء من الوجود المغربي.
وتأتي هذه المناورات أسابيع قليلة بعد مفاوضات جنيف بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، وأقدمت جبهة البوليساريو على هذه المناورات وهي تراهن بمستقبل المفاوضات. وعموما، هذه المناورات تطرح تحديات كبرى ويمكن إجمالها في:
في المقام الأول، تجري المناورات في منطقة يفترض أنها مغربية، وهي مناورات تهدف البوليساريو من وراءها تعزيز حضورها ونفوذها في هذه المنطقة الواقعة وراء الجدار وهي ليست بالبسيطة بل منطقة كبيرة تتجاوز مساحة دول صغيرة.
في المقام الثاني، يبدو أن البوليساريو من وراء هذه المناورات وكأنها توجه رسالة الى المهتمين بالنزاع بصعوبة انسحاب المغرب من مفاوضات جنيف للسلام.
في المقام الثالث، تعتبر هذه المناورات تحديا لهيبة الدولة المغربية، فهل ستقف موقف المتفرج أم ستقدم احتجاجا قوي المضمون الى الأمم المتحدة وترد بمناورات عسكرية في المنطقة العازلة؟