بدأت حرب ما يسمى “التحالف العربي” ضد اليمن تتخذ منحنى خطيرا للغاية بعدما تحولت من حرب دول ضد حركة سياسية والجيش اليمني الى حرب يشارك فيها المرتزقة وتستهدف المدنيين بجرائم ترقى الى مستوى جرائم الحرب، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول شرعية الحرب واستمرار مشاركة المغرب فيها.
وأعلنت العربية السعودية الحرب ضد اليمن بدعم من عدد من الدول، وحملت الحرب اسم “عاصفة الحزم” والائتلاف “التحالف العربي”، رغم اقتصاره على عدد من الدول العربية وأساسا الأنظمة الملكية وليس كل الدول العربية.
ويشارك المغرب في هذه الحرب ضمن التحالف العربي، ولا يعرف بالتدقيق نوعية المساهمة وعددها، والمتعارف عليه حتى الآن هو مشاركة طائرات ف 16 تابعة لسلاح الجو المغربي. في الوقت نفسه، هناك شبه تأكيد بمشاركة قوات برية الى جانب الإمارات العربية، ويجري الحديث عن توجه فرقاطة طارق بن زياد الى مياه الخليج للمشاركة في محاصرة اليمن بحريا.
وأصبحت مشاركة المغرب تثير تساؤلات مشروعة بحكم عوامل جديدة تجعل هذه المشاركة مختلفة عن أخرى في مهام دولية تحت إشراف الأمم المتحدة،. وتقف ألف بوست على العوامل التالية:
في المقام الأول، يصنف الخبراء الحرب ضد اليمن بالحرب غير المشروعة بحكم غياب قرار للأمم المتحدة يجيز الحرب. وترفع الدول التي تشن الحرب على اليمن شعار “الدفاع عن الشرعية”، وهو تبرير لا يقنع الرأي العام الدولي والعربي ومنه المغرب بحكم معاداة دول الخليج ومنها السعودية لكل ما هو ديمقراطي. وتبقى هذه الحرب جيوسياسية نظرا لتخوف العربية السعودية من تسلل إيران الى اليمن عبر دعم الحركة الحوثية وبعد انقلاب الرئيس السابق عبد الله صالح ضد السعودية.
في المقام الثاني، تبرز الجمعيات الحقوقية الدولية ومنها أمنستي أنترناشنال الجرائم الخطيرة التي يرتكبها سلاح جو ماي سمى “التحالف العربي”، حيث جرى يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري قصف مستشفى، وهو ما اعتبرته “عمل يرقى الى جريمة حرب”. واستهدفت طائرات التحالف منشآت مدنية من المدارس والمباني الحكومية والمستشفيات خاصة في العاصمة صنعاء. كما ارتكبت القوات الحوتية جرائم بدورها في مواجهات في الجنوب وخاصة في مدينة عدن.
في المقام الرابع، ارتفاع سقوط المدنيين جراء قصف دول التحالف، وارتفاع عدد النازحين، وإذا كانت وسائل الاعلام الدولية تتحدث عن هذه الجرام، فالعربية التي سيطر عليها الخليج تلتزم الصمت.
في المقام الرابع، وهو الأخطر، هو لجوء دول الخليج الى فتح الباب أمام مرتزقة للمشاركة في هذه الحرب، وآخر المرتزقة الملتحقين بهذه الحرب هم قوات ومليشيات من كولومبيا ينتمون الى الجيش سابقا أو المليشيات اليمينية المتهمة بجرائم ضد الإنساينة.
في المقام الخامس، تساءلات وسط الرأي العام العربي، باستثناء جزء من الخليجي، من الشجاعة العسكرية لبعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية في الهجوم على إحدى أفقر الدول العربية والتي يعاني شعبها والتزام الصمت أمام الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على دولة فلسطين التي يعتبرها العرب “قضية مقدسة”.
وأخيرا، رغم تفوق دول التحالف عسكريا وبشريا، فقد عجزت عن حسم الحرب بعد سبعة شهور من اندلاعها. ومع استمرار الحرب، يرتفع عدد النازحين المدنيين وارتفاع القتلى في صفوفهم.
وفي ظل هذه التطورات ومنها معطيات سلبية حول مشاركة المرتزقة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية ثم اختلاف هذه الحرب مع مهام الجيش المغربي في حالات أخرى،وكذلك عدم انتصار التحالف العربي، بقى التساؤل: هل سيستمر المغرب في المشاركة؟